[20] أبو العباس أحمد بن عَلْوان اليمني (...- 665)
[20]
أبو العباس أحمد بن عَلْوان اليمني([1])
(...- 665)
الشيخ الكبير المشهور، الولي العارف، شيخُ الطريقة العلوانية، نسبتُه إلى ذاته رضى الله عنه سيدي أبو العباس حنفي الدين أحمد بن علوان اليمني الأحمدي الشاذلي.
أحدُ أصحاب سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه صحبه في أوائل جذبه بمكة، وأخذ عنه، وانتسب إليه، وسافر إلى بلاده، ونشر الطريقة بها.
كان أبوه كاتبًا يخدم الملوك، ونشأ هو على طريقة أبيه من الاشتغال بالكتابة، وقرأ في العلوم والفنون، وصار في خدمة السلطَان على أن أتاه حالٌ جذبه، فبينما هو في الطريق إذا وقعَ على كتفه طائرٌ أخضرُ، فمدَّ منقاره إلى فمه، ففتح فاه، فصبَّ فيه الطائر شيئًا، فابتلعه، فرجع من فوره، ولزم الخلوة من حينه، اعتكفَ أربعين يومًا، ثم خرج وقعد على صخرةٍ عظيمة يذكر الله تعالى، فانفلقت الصَّخرةُ عن كفٍّ، وسمع قائلًا يقول: صافح هذا الكفَّ. فقال: ولمن هو؟ فقيل له: هذا كفُّ أبي بكر الصديق رضى الله عنه. فصافحه، وسمع قائلًا يقول: قد نصَّبتُكَ شيخًا.
ثم ألقى الله تعالى له القبولَ والمحبَّة في قلوب العالم، وتبعه خلقٌ كثير من الناس، وظهرت كراماته، وتواترت مُكاشفاته.
وكان له كلامٌ حسن في الوعظ والتصوف بأشعار القوم، وله كتبٌ كثيرة جمعَ فيها فصولًا كثيرة من أنواع التصوف.
وكان رضى الله عنه يتكلَّمُ بلغات شتى، ويقول شعرًا حسنًا، وله ديوانُ شعرٍ متداولٌ بأيدي الناس، وغالبُ شعره في التصوف، ومن كلامه رضى الله عنه:
معاني الحبِّ سقياها |
* | لمن يُعطى عطاياها |
أتتك الخودُ خودُ الحبِّ |
* | تتلوها هداياها([2]) |
معانيها مغانيها |
* | وريَّاها حميَّاها |
فكن ثبتًا لمرآها |
* | إذا أَبدتْ محيَّاها |
بسلطانٍ كسلطان |
* | به خفَّت رعاياها |
براها الله من نور |
* | به فاقتْ بَراياها |
وشعره كلُّه جيِّدٌ على هذا الأسلوب.
وكانت له كرامات كثيرة مشهورة.
وكانت وفاته في شهر رجب سنة 665 رحمه الله تعالى، ودُفن في قريته يَفْرُس وهي على نحو مرحلة من مدينة تعز، وقبره بها ظاهرٌ معروف مقصودٌ للزيارة والتبرُّك من الأماكن البعيدة؛ لا سيما في آخر جمعة من شهر رجب، فإن أهل تلك النواحي يقصدونه من كل موضع، نفع الله به وبسائر عباده الصالحين آمين.
([1]) أحمد بن علوان، أبو العباس، صفي الدين، صوفي يماني متأدب، من قرية يفرس، قرأ شيئًا من النحو واللغة والأدب ونظم الشعر، وعمل كاتبًا في بعض الدواوين السلطانية كما كان أبوه من قبله، وألف كتبًا أو رسائل منها: «الفتوح المصونة والأسرار المخزونة»، و «البحر المشكل الغريب» وغير ذلك. توفي سنة 665هـ [«الأعلام» (1/170)].
[21] سيدي أبو عبد الله بن عباد الخطيب (733-777)