الخاتمة نسأل الله حسنها في قصيدة التوسلات العلية برجال الطائفة الشاذلية قدس الله أسرارهم العلية
يا رب باسمك قد بدأتُ قصيدتي |
* | ورجوتُ بالهادي الحبيبِ ذخيرتي |
تجبر خواطرَ من لبابك قد أَتوا |
* | متوسلين ببحر جودِك قدوتي |
يا سائلي عن سادةٍ حازوا الرِّضا |
* | بلغوا مقاماتِ الكمال بهمَّةِ |
شربوا بكاسات الهوى خمر الرِّضا |
* | خمرًا عتيقًا يا لها من خمرةِ |
خذْ عقد درٍّ واسلكنَّ طريقهم |
* | واجنِ ثمارَ الحبِّ في كلِّ وجهةِ |
وافن بحبٍّ صادق ترجو به |
* | نيلَ السعادة فاقبلنَّ نصيحتي |
واقصدْ كريمًا لا يُخيّبُ من أتى |
* | مُستشفعًا بالهادي ثم بعترةِ |
وبكلِّ قطبٍ قد علتْ أنوارُه |
* | لا سيما أهل الفضائل جمّةِ |
بالشاذلية أهلِ سلسلةِ الوفا |
* | وبشيخنا (العقاد) ذُخري وقدوتي |
بحر الفضائل والمواهب والعطا |
* | غوثُ البلاد وقطبُ كلِّ أوينةِ |
ومن قد تحلى بالطريقة فاجتنا |
* | ثَمَرَ المعارف حاوي كلِّ فضيلةَ |
فهو المدير لكأس راحاتِ الرضا |
* | في حضرةِ الخمَّار يَسقي أحبتي |
وبمن أتانا من خيارِ قبيلة |
* | بـ (نسيم) عطرٍ فاستنارت ظلمتي |
قد شُرّفت إخوانُ مصر وطندتا |
* | لما سقاها جرعةً من شربة |
بالشيخ (فتح الله) يا من قد غدا |
* | في حزبِه تاللهِ نلتَ معزَّة |
خضعت له طوعًا ملوكُ زماننا |
* | أولاه ربي بالتفضل منَّة |
فتراه يسقى الواردين لبابه |
* | من كأسِ راحٍ من تلوُّن خمرة |
بالسيد (الدباغ) نسلِ المصطفى
|
* | حامي الورى من هولِ يومِ الشِّدَّة |
وبمن سقوه الرَّاح خمرًا صافيا |
* | فدنا بها وسقى الجميعَ بخلوة |
ناداه ربُّ الحان منه تفضُّلًا |
* | يا (فتح) دين الله ادن لحضرتي |
وبشيخنا (البَنَّاني) غوثِ زمانه |
* | قطبِ الطريقةِ مُنجدي في شدتي |
وبسيدي (عمران) غوث من انتمى |
* | شيخٌ جليل ذو معارف جمّة |
قطب الصعيد غياث من هُمْ في الحمى |
* | حامي حمى من حامَ تلك الحومة |
وبشيخه (الشنواني) قطبِ زمانه |
* | وكذاك بـ (الشعراوي) ساقي الخمرة |
وبسيدي (عبد الكريم) الشاذلي |
* | من ذكره في مصرَ ثم بمكَّة |
وبسرِّ أهل الحيِّ ثمَّ بحبِّهم |
* | أهل البطاح السَّاكنين حشاشتي |
بـ (أبي الهدى) الشيخ الوفائي بسرِّه |
* | انشرْ طريقتنا وداو مضرَّتي |
وبسرِّ (شمس الدين) وهو (محمد) |
* | وأبيه قطبِ زمانه ووسيلتي |
وبـ (ابن حمزة) شيخِنا وملاذنا |
* | فبحقِّه يا ربِّ جُدْ بالتوبة |
وبشيخنا (الدرقاوي) غوث من انتمى |
* | وبعمدتي (العمراني) ساكن بلدتي |
وبغوثنا (العربي) ثم بـ (أحمد) |
* | وبـ (قاسم) الخصاصي فخرِ طريقتي |
وبشيخه (الفاسي) ثم بـ (عابد الر |
* | حمن) قطبِ الوصل عالي الهمَّةِ |
وبالسيد (الصنهاجي) ثم بشيخه |
* | (إفحامِ) من زان الرِّجال بحكمة |
وبسيدي (زَرُّوق) من قال ائتني |
* | يا أيُّها الملهوفُ عند الشدَّةِ |
فأنا لكلِّ السالكين طريقتي |
* | أحميهمو من حرِّ نارِ قطيعةِ |
بـ (الحضرمي) أبي المواهب غوثِنا |
* | بـ (القادري) يحيى العليِّ بنسبة |
وبكهفِ أسرارِ الولاية عزِّنا |
* | أهلِ الوفاء وأصلِ كلِّ فضيلة |
فهم الكرامُ أهلُ الوفاء وسرّهم |
* | في مصر شاعَ وفي الصَّعيدِ وبلدتي |
وبسيدي (داود) ربِّ فداونا |
* | وبشيخِ أشياخِ التَّصوف سادتي |
يا تاجنا تالله قد نِلتَ المنى |
* | يا ربِّ فهو وسيلتي وذخيرتي |
وبسيدي سندي وجاهي (أحمد) |
* | العباس من أعلى رسوم طريقتي |
وبقطبِ أقطابِ الدَّوائر كلِّها |
* | أصلِ الفتوح وأصلِ كلِّ فضيلة |
وبشيخه (عبد السلام) وشيخه |
* | (الزيات) فاقبلْ يا إلهي دعوتي |
بفقير سما بذلك رفعة |
* | فهو الكريمُ الأصلِ مُجلي كُربتي |
بالقطبِ (فخر الدين) طهِّرْ قلوبنا |
* | بالغوثِ (نور الدين) سيدي فتية |
وبسرِّ (تاج الدين) قدِّسَ سرُّه |
* | حامي حمى الأحبابِ يومَ كريهة |
بالشيخ (شمس الدين) ثم بشيخِهِ |
* | عفوًا ومغفرةً فحسبُكَ حالتي |
وبـ (أحمد المرواني) قطبِ زمانه |
* | لا سيما (البصري) حامي حومتي |
بسيدنا غوث الزَّمان وشيخه |
* | (سعد السعود) الحاوي كلَّ سعادة |
بملاذِنا (فتح السعود محمد) |
* | ليثِ الأفاضل بحرِ كلِّ عطية |
وبسيدي (الغزواني) ثم بشيخه |
* | (أبي جابر) عالي المقَامِ برفعة |
وبنور عيني وهو سِبْطُ نبيِّنا |
* | من قد هدانا للطَّريق بحكمة |
بـ (عليِّنا) بحر العلوم المرتضى |
* | أصلِ الطريق وبابِ كلِّ فضيلة |
بنبينا خيرِ الخلائق كلِّهم |
* | (طه) المُظَلَّل بالغَمام وسيلتي |
وبسرِّ قرآنٍ وعلمٍ قد حوى |
* | خيرَ الخلائق من أروم لشدّتي |
يا صفوةَ الخلاّق يا خيرَ الورى |
* | حاشا أُردُّ ولي ببابك وقفة |
فغدًا تقرُّ العين يا كلَّ المنى |
* | فارحم مُحبًّا واقبلنَّ شكايتي |
أهديك ألفَ تحيَّة مُزدانةٍ |
* | عدَّ الرِّمال وعدَّ كلِّ أحبتي |
ولقد شُغفتُ بحبّكم منذ أنا |
* | في المهد والقلبُ احترق من نشأتي |
ولقد أتيتك راجيًا منك المُنى |
* | والشوقُ قد أجرى دموعي بشدَّة |
يا ربِّ بالهادي ومن هم في الحمى |
* | أقطابِ دائرةِ التَّصوف سادتي |
حقِّق لنا ما نَرتجيه وكنْ لنا |
* | عونًا مُعينًا وانصرنَّ أحبَّتي |
وبهم دعوتك يا إلهي فاستجبْ |
* | مني الدُّعاءَ وكنُ لنا في شدَّة |
واغفر لناظمها الذليل هو الحسن |
* | واقبل دعائي يا إلهي وشكوتي |
ثم الصلاة على النبيِّ وآله |
* | أهل الحمى جمعًا بعدِّ خليقةِ |
وليكن ذلك آخرَ ما قصدناه من هذا التأليف المبارك، وأرجو من مدد مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكونَ جميع ما رقمناه بأناملنا منقوشًا في نفوسنا، وملحوظًا في أرواحنا، ليكون ذلك وسيلةً إلى العمل بما فيه، ونسألُ الله العظيم أن يخلصنا من الدنيا بالرضا والتسليم إنه هو الجوادُ الكريم، وإني أستغفر الله العظيم من تقصيري وخطئي ونسياني وزللي ومما برز من لساني مما هو ليس من شأني، ولا ذاقت حلاوته جناني، غير أَني تطفلتُ على الأبواب، ولازمتُ الأعتاب، فرحم الله امرءًا ستر ما برزَ مني من الخطأ والنسيان، حيث إني لم أكنْ من أهلِ هذا الشأن، وها أنا مُعترفٌ بقيودي وتقصيري، طالبًا من كافَّةِ إخواننا ممن وقف على هذا الكتاب أن يدعو لي دعوةً صالحة، كي أفوز بدعواتهم، وأحظى بمشاهداتهم.
اللهم، إنَّا نتوسَّلُ إليك بحبِّهم؛ فإنهم أحبوك، وما أحبُّوك حتى أحببتهم، فبحبِّك إياهم وصلوا إلى حبِّك، ونحن لم نصل إلى حبهم بحبِّك إلا بحظِّنا منك، فتمم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة، حتى نلقاك يا أرحم الراحمين.
اللهم، إنَّا نسألك أن تُميتنا وتحشرنا في زمرتهم يومَ القيامة، وتجعلنا يا مولانا من الذين تجري من تحتهم الأنهار، وتمتِّعنا بالفوزِ الأكبر في هذه الدار، وفي تلك الدار. واختم لنا بخاتمة السعادة، وارزقنا الحسنى وزيادة. وصلِّ اللَّهُمَّ على سيدنا محمد عبدك ونبيِّك ورسولك النبيِّ الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا بقدر عظمةِ ذاتِكَ في كلِّ وقت وحين. قال ذلك العبدُ الفقير، والمذنبُ الحقير، أضعفُ خلق الله وأحوجُهم إليه.
وكان الفراغ من تبييض هذا الكتاب عشيةَ يوم الأربعاء منتصف شهر صفرِ الخير عام ألف وثلاث مئة وسبعةٍ وأربعين هجرية، على صاحبها أفضلُ الصلاة وأزكى التحيَّة.
والحمد لله أولًا وآخرًا، وبدءًا وختامًا، سبحانك لا نُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك([1])، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمدٍ وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين، سبحانَ ربِّك ربِّ العزَّةِ عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
([1]) صحيح: أخرجه أبو داود (879)، والنسائي (169)، وابن ماجه (3841) كلهم عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها.