التعريف بها:
هي واحدة من الصحابيات الكريمات قال عنها أبو نعيم: «ومنهن: حميدة البر، شهيدة البحر، التواقة إلى مشاهدة الجنان، أم حرام بنت ملحان» وقد قيل: «إن التصوف البذل والإيثار، والتشرف بخدمة الأخيار».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول : كان رسول الله ﷺ إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت؛ فدخل عليها يوما فأطعمته، وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله O ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «نَاسُ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَرْكَبُونَ تَبَعَ هَذَا البَحْرِ، مُلُوكًا أَوْ مِثْلَ المُلُوكِ عَلَى الأَسِرَةِ» شك إسحاق، قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم؛ فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك؛ فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» كما قال في الأولى، قالت: فقلت: أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم، قال: «أَنْتِ مَعَ الأَوَّلِينَ»، قال: فركبت البحر في زمن معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر؛ فماتت».
وروي عن أنس بن مالك عن أم حرام قالت: أتانا رسول الله ﷺ ؛ فقال- أى نام وقت القيلولة- عندنا فاستيقظ وهو يضحك؛ فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: «رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا البَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَةِ»، قلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم قال فتزوجها عبادة بن الصامت؛ فركب البحر وركبت معه فلما قدمت إليها البغلة وقعت فاندقت عنقها.
وروي عن عمير بن الأسود العنسي أنه أتى عبادة بن الصامت، وهو بساحل حمص، وهو في بناء له ومعه امرأته أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أَوَّلُ جَيْشِ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا» قالت أم حرام: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أَنْتِ فِيهِمْ» قال ثور: سمعتها تُحدث به وهي في البحر، وقال هشام رأيت قبرها، ووقفت عليه بالساحل بقاقيس.
وروي عن هشام بن الغاز، قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص، وهم يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
الرئيسة