التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: ذو العقل الرصين، والورع المتين، المطعم للإخوان والزائرين، ومعظم الرجاء للمذنبين والموحدين، أبو بكر محمد بن سيرين، كان ذا ورع وأمانة، وحيطة وصيانة، كان بالليل بكاء نائحا، وبالنهار بساما سائحًا، يصوم يوما، ويفطر يوما، وقد قيل : إن التصوف البذل والإطعام، والطول والإنعام».
مناقبه ومروياته:
وروي عن ابن عون قال: قيل لمحمد بن سيرين: يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك فتحِلَّه، قال: ما كنت لأحل شيئًا حرمه الله.
وروي عن ضمرة، قال: قال السرى بن يحيى أو غيره لابن سيرين: إني قد اغتبتك فاجعلني في حل، قال: إني أكره أن أحِلُّ ما حرم الله تعالى.
وروي عن عبيد الله بن محمد، قال: سمعت شيخًا يذكر عن محمد، قال: وسئل مرة عن فتيا فأحسن الإجابة، فيها، فقال له رجل: والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها، أو القول فيها قال: وعرض كأنه يقول: ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا، فقال محمد: لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا.
وروي عن هشام عن محمد بن سيرين قال: كان مما يقول للرجل إذا أراد أن يسافر في التجارة: اتق الله تعالى، واطلب ما قدر لك في الحلال؛ فإنك إن تطلبه من غير ذلك، لم تصب أكثر ما قدر لك.
وروي عن ابن عون قال سمعت محمدًا يقول في شيء راجعته فيه: إني لم أقل لك: ليس به بأس، وإنما قلت لك: لا أعلم به بأسا.
وروي عن يحيى بن عتيق، قال: قلت لمحمد ابن سيرين: الرجل يتبع الجنازة، لا يتبعها حسبة يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر، قال: أجر واحد بل له أجران أجر لصلاته على أخيه، وأجر لصلته الحي.
وروي عن حبيب عن ابن سيرين قال إذا أراد الله تعالى بعبد خيرًا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه.
وروي عن الأشعث قال: كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان.
وروي عن أيوب، قال: كان محمد بن سيرين يقول: لا تكرم أخاك بما يشق عليك.
وروي عن ابن عون قال كلمت محمد بن سيرين في رجل، وقلت: يا أبا بكر إنه من أهل علم، ثم رجعت إليه من الغد، فقلت: يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا؟ قال: بعيد مما قلت، يرى أنه يعلم العلم ولا يقول لما لم يسمعه لم أسمعه.
وروي عن أبي حرة، قال: كان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة: طمثت، ولكن كما قال الله تعالى: حاضت.
وروي عن عمران بن عبد العزيز، قال: سمعت محمد بن سيرين، وسئل عمن يسمع القرآن فيصعق، قال: ميعاد ما بينا وبينهم أن يجلسوا على حائط، فيقرأ عليهم القرآن من أوله ألى آخره، فإن سقطوا؛ فهم كما يقولون.
وروي عن محمد بن سلام، قال: كان سلم بن قتيبة يأتي محمد بن سيرين على برذون، ثم أتاه راجلا، قال: ما فعل برذونك؟ قال: بعته، قال: ولم؟ قال: لمؤونته، قال: أتراه خلف رزقه عندك ؟!
وروي عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أنه كان يقول: «إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَا لَمْ أُطِقُ سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقَ».
وروي عن جعفر بن مرزوق، قال: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي، قال: فدخلوا عليه فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا؟ قال: رأيت ظلما فاشيا، قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه ابن سيرين؛ فقال: إنك لست تسأل إنما أنا أسأل فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف، وإلى الشعبي بألفين؛ فأما ابن سيرين، فلم يأخذها.
وروي عن أحمد بن أبي الحواري يُخبّر عن عبد الله بن السرى، قال: قال ابن سيرين: إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو، قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس فحدث به أبا سليمان الداراني، فقال: قلت ذنوبهم؛ فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبهم وذنوبك؛ فليس ندري من أين نؤتي.
الرئيسة