التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: « ومنهم المنفلت من القيد، المتصيد للصيد عبد الواحد بن زيد كان عابدا زاهدًا، وواعظاً من المحاذر زائدا، وللقصائد المبادر رائدًا».
مناقبه ومروياته:
وروي عن أحمد بن أبي الحواري، قال: قال لي أبو سليمان الداراني: أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج، فسأل الله أن يطلقه في وقت الضوء، فإذا أراد أن يتوضأ ،انطلق، وإذا رجع إلى سريره، عاد عليه الفالج.
وروي عن سباع أبو محمد الموصلي، ثنا عبد الواحد بن زيد قال يا معشر إخواني، عليكم بالخبز والملح، فإنه يذيب شحم الكلى، ويزيد في اليقين.
وروي عن أبي سليمان يقول: قال عبد الواحد بن زيد: مررت براهب في صومعته في ـعته، فقلت لأصحابي قفوا قال فكلمته فقلت یا راهب، فكشف سترا على باب صومعته فقال يا عبد الواحد بن زيد، إن أحببت أن تعلم علم اليقين، فاجعل بينك وبين الشهوات حائطا من حديد، قال: وأرخى الستر.
وروي عن أحمد الهجيمي، قال: قيل لعبد الواحد بن زيد يا أبا عبيدة ما تقول في رجلين أحدهما أحب البقاء ليميل، والآخر أحب الخروج شوقا ، أيهما أفضل؟ قال: الذي أحب الخروج أفضل، قال: فقيل له: أثم منزلة ثالثة؟ فقال: لا أعرفها، قيل له: بلى، قال: لا، البقاء ليطيع أحب إليه، ولا يحب الخروج شوقا إليه، إنما أحبه إليه إن أبقاه أحب ذلك، وإن أماته أحب ذلك.
وروي عن عن السرى بن حسان قال: قال عبد الواحد بن زيد الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين.
وروي عن عثمان بن عمارة عن عبد الواحد بن زيد قال: خرجت أنا وفرقد السبخي، ومحمد ابن واسع، ومالك بن دينار نزور أخا لنا بأرض فارس، فلما جاوزنا زامهرير إذا نحن بضوء في سفح جبل، فنزعنا نحوه، فإذا نحن برجل مجذوم يقطر قيحًا ودمًا، فقال له بعضنا يا هذا لو دخلت هذه المدينة فتداويت وتعالجت من بلائك هذا، فرفع طرفه إلى السماء، فقال: إلهي أتيت بهؤلاء ليسخطوني عليك، لك الكرامة والعتبى بأن لا أخالفك أبدًا.
وروي عن أبي علي الأزدي عن عبد الواحد بن زيد قال خرجت أنا ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نحو بيت المقدس، فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا مناديًا ينادي من تلك الرمال: يا محفوظ، يا مستور، اعقل في ستر من أنت، فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة وانظر أين تضع رجلك؟
وروي عن عبد الله بن عبيد عن مضر القارئ، قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحًا دون لقائك والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك في دار كرامتك، فيا من أحل الصادقين دار الكرامة، وأورث الباطلين منازل الندامة، اجعلني ومن حضرني من أفضل أوليائك زلفا، وأعظمهم منزلة وقربة، تفضلا منك عليَّ وعلى إخواني يوم تجزي الصادقين بصدقهم، جنات قطوفها دانية، متدلية عليهم ثمرها.
الرئيسة