التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المتعبد اليقظان غالب بن خطاف القطان، كان في عبادة ربه ،راجحًا، ولعبيده وخلقه ناصحًا».
مناقبه ومروياته:
وروي عن جعفر، قال: سمعت غالبًا القطان يقول في دعائه: اللهم ارحم في دار الدنيا غربتنا، وارحم لنزول الموت مصرعنا، وآنس في القبور وحشتنا، وارحم بسط أيدينا وفغر أفواهنا، ومنشر وجوهنا، وارحم وقوفنا بين يديك.
وروي عن سليمان بن أبي محمد، ثنا غالب القطان: أن أُناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه وقد لغب، فاتكأ على مسجد له فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب. قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن يرحمك الله يثوب على رأسك، قال: ويحك. ذريني، فإنك جاهلة بما لقيت اليوم قال فثوب مرارا، والمرأة كل ذلك تبعثه، ويقول لها ذلك: ذريني، حتى . انتصف الليل، فقام فصلى فلم يذكر كم صلى الإمام ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كريجة، فوجد في الطريق أربعة دنانير، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب، فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب. قال: فلبثت غير كثير، فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة رحمك الله مرارا، قال: فجعلت أتغامس عنه ثم دعوته بعد ذلك، فقلت: يا صاحب الدنانير، هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير، فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير، فقلت: يا صاحب الدنانير، إن دنانيرك قد ذهبت، فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها؛ فاستيقظت وهو آخذ بناحية ثوبي، فغدوت على ابن سيرين فقصصت عليه، فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة، فاستغفر الله ولا تعد لمثلها.
وروي عن قال سليمان وأخبرني غالب القطان، قال: ثم ابتليت بمثلها، فاتكأت على ذلك المسجد،
فأذن المؤذن وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة يرحمك الله، فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى، ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابًا لي على بغال شهب ،هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة، الحداة، وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادینا: يا معاشر الحداة، ما لنا على البغال الهماليج، وأنتم على الإبل على رسلكم ونحن نجتهد فلا ندرككم، فأجابتنا الحداة إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة، وأنتم صليتم فرادی فلن تلحقونا قال فغدوت على محمد بن سيرين؛ فحدثته فقال: هو كما رأيته.
وروي عن المفضل بن نوح الراسبي، قال: سمعت غالبًا القطان، قال: جئت من ضيعتي، وأنا كال مغلوب فوضعت رأسي فأقيمت العشاء الآخرة، فقالت المرأة: الصلاة، فقلت: دعيني، فنمت هويًا، ثم قمت فتوضأت وصليت، فقلت: إن كانت الجماعة فاتتني فلن يفوتني أن آخذ بحظي من الليل فصليت ثم وضعت رأسي، فأرى في منامي كأني في مقعد بالكلا، ومنادي ينادي: الدنانير كلها أربعة وهي عندي ينشدها، فأخرجتها أن أعطيها إياه فلم يقبلها، وقال: لو أنك أعطيتها حيث نشدتها قبلتها منك فأتيت محمد بن سيرين؛ فذكرت ذلك له، فقال: تلك الصلاة نمت عنها.
وروي عن أبي عبد الرحمن الزراد، ثنا غالب القطان، قال: أغفيت ليلة عن صلاة العشاء الآخرة، فرأيت فيما يرى النائم، كأني مع أناس على بغال شهب، وبين يدي ناس على محامل، وحاد يحدو بهم، وهم يسيرون على مهل، ونحن على البغال نطرد طردا ننظر إليهم ولا نلحقهم، قال: فأتيت محمد بن سيرين؛ فقصصت عليه رؤياي، فقال: صليت البارحة في جماعة؟ قلت: لا، قال: أولئك أصحاب المحامل الذين صلوا في جماعة، وأنتم أصحاب بغال شهب تجهدوا أن تدركوا فضل أولئك ولا تدركون.
الرئيسة