التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: العارف النظار، الخائف الجار، أبو يحيى مالك بن دينار، كان لشهوات الدنيا تاركًا، وللنفس عن غلبتها مالكًا، وقيل: إن التصوف تدلل وافتخار، وتذلل وافتقار».
مناقبه ومروياته:
روي عن سليمان الخواص يقول: قال مالك ابن دینار خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟ قال: معرفة الله تعالى.
وروي عن جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله عز وجل.
وروي عن جعفر قال سمعت مالكًا يقول: قرأت في التوراة: أيها الصديقون تنعموا بذكر الله في الدنيا، فإنه لكم في الدنيا نعيم، وفي الآخرة جزاء عظيم.
جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة زاد السراج في حديثه: ثم قال: خذوا؛ فيقرأ ويقول : اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه.
وروي عن السري بن يحيى عن مالك بن دينار، قال: وجد في بعض الكتب: سبحوا لا الله أيها الصديقون بأصوات حزينة.
وروي عن مرحوم بن عبد العزيز، قال: قال مالك بن دينار: زمرنا لكم فلم ترقصوا -أي: وعظناكم- فلم تتعظوا.
وروي عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت مالكًا يقول: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، فإن الله ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش، فتكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ماذا عملتم فيهما؟!
وروي عن رباح بن عمرو القيسي، قال: سمعت مالك بن دينار يقول: لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ويأوي إلى مزابل الكلاب.
وروي عن جعفر، قال: ثنا مالك، قال: قال داود نبي الله عليه: يا معاشر الأتقياء تعالوا أعلمكم خشية الله، أيما عبد منكم أحب أن يحيا ويرى الأعمال الصالحة، فليحفظ عينيه أن ينظر إلى السوء، ولسانه أن ينطق بالإفك عين الله إلى الصديقين، وهو يسمع لهم.
وروي عن جعفر قال سمعت مالكا يقول: قرأت في التوراة: ابن آدم لا تعجز أن تقوم بين يدي في صلاتك باكيا، فإني أنا الله الذي أقتربت لقلبك، وبالغيب رأيت نوري، قال مالك: يعني تلك الرقة، وتلك الفتوح الذي يفتح الله لك منه.
وروي عن جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن الصدق يبدو في القلب ضعيفًا كما يبدو نبات النخلة، يبدو غصنا واحدًا، فإذا نتفها صبى ذهب أصلها ، وإن أكلتها عنز ذهب أصلها، فتسقى فتنتشر، وتسقى فتنتشر، حتى يكون لها أصل أصيل يوطأ، وظل يستظل به، وثمرة يؤكل منها، كذلك الصدق يبدو في القلب ضعيفًا، فيتفقده صاحبه ويزيده الله تعالى، ويتفقده صاحبه فيزيده الله حتى يجعله الله بركة على نفسه، ويكون كلامه دواءً للخاطئين، قال: ثم يقول مالك: أما رأيتموهم؟ ثم يرجع إلى نفسه؛ فيقول: بلى. والله لقد رأيناهم الحسن وسعيد بن جبير وأشباههم، الرجل منهم يحيى الله بكلامه الفئام من الناس.
وروي عن جعفر قال سمعت مالكًا يقول: قال بعض أهل العلم: نظرت في أصل كل المال، فمن ألقى عنه حب المال فقد استراح، قال: وسمعت مالكا يقول: إثم، فلم أجده إلا الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه.
وروي عن جعفر عن مالك، قال: إن في بعض الكتب: إن الله تعالى يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة ذكرى من قلبه.
وروي عن جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: لأن أتصدق بتمرة حلال أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف حرام.
وروي عن جعفر بن سليمان، قال: ثنا مالك دينار، قال: لو وجدت أعوانًا لناديت في منار البصرة بالليل: النار النار.
وروي عن عباد بن الوليد القرشي، قال: قال مالك بن دينار: لولا أن يقول الناس: جن مالك؛ للبست المسوح، ووضعت الرماد على رأسي، أنادي في الناس: من رآني فلا يعص ربه عز وجل.
الرئيسة