التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الإمام اللبيب ذو اللسان الخطيب الشهاب الثاقب، والنصاب العاقب، صاحب الإشارات الخفية، والعبارات الجلية، أبو القاسم محمد بن الحنفية.
مناقبه ومروياته:
وروي عن ميمون عن وردان، قال: كنت في العصابة الذين ابتدروا إلى محمد بن علي بن الحنفية، وكان ابن الزبير منعه أن يدخل مكة حتى يبايعه فأبى أن يبايعه، وأراد الشام أن يدخلها، فمنعه عبد الملك بن مروان أن يدخلها حتى يبايعه فأبى، فسرنا معه ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يوما فقسَّم لنا فينا يسيرًا، ثم حمد الله تعالى فأثنى عليه، وقال: الحقوا برحالكم، واتقوا الله، وعليكم بما تعرفون، ودعوا ما تنكرون، وعليكم أنفسكم، ودعوا أمر العامة، واستقروا على أمرنا كما استقرت السماء والأرض، فإن أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضاحية.
وروي عن أبي عوانة عن أبي حمزة، قال: كنت مع محمد بن علي، فسرنا من الطائف إلى إيلة بعد موت ابن عباس بزيادة على أربعين ليلة، وكان عبد الملك قد كتب لمحمد بن الحنفية عهدًا على أن لا يدخل هو وأصحابه في أرضه حتى يصطلح الناس على رجل، فلما قدم الشام بعث إليه محمد بن علي أن تؤمن أصحابي، ففعل. فقام فحمد الله وأثنىعليه، ثم قال: الله ولي الأمور كلها وحاكمها، ما شاء الله كان ومن لم يشأ لم يكن، إن كل ما هو آت قريب، عجلتم بالأمر قبل نزوله، والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد، ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد، فأمر آل محمد مستأخر، والذي نفسي بيده ليعودن فيكم كما بدأ، الحمد لله الذي حقن دماءكم من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنًا محفوظا فليفعل، فانصرف عنه أصحابه، وبقي معه تسعمائة ،رجل، فأحرم بعمرة وقلد هديا، فقدم مكة ونحن معه، فلما أردنا أن ندخل مكة تلقتنا خيل ابن الزبير، فمنعتنا أن ندخل، وأرسل إليه محمد بن علي : لقد خرجت عنك، وما أريد أن أقاتلك، ورجعت وما أريد أن أقاتلك دعنا فلندخل لنقضي نسكنا، ثم لنخرج عنك، فأبى ومنعنا الهدي، فرجع محمد بن علي إلى المدينة ورجعنا، فكنا بالمدينة حتى قتل ابن الزبير، فخرج إلى مكة وخرجنا معه، فنزل الشعب حتى قضينا نسكنا، وقد رأيت القمل يتناثر من محمد بن علي، فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة، فمكث محمد بن علي ثلاث شهور، ثم توفي رحمة الله.
وروي عن عمرو بن ثابت قال: قال محمد بن الحنفية: ترون أمرنا لهو أبين من هذه الشمس، فلا تعجلوا ولا تقتلوا أنفسكم.
وروي عن منذر الثوري، قال: قال محمد بن الحنفية: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد بدا من معاشرته حتى يجعل الله له فرجًا ومخرجا.
وروي عن سعيد بن الحسين قال: قال لي محمد بن الحنفية رحمة الله: من كف يده ولسانه وجلس في بيته، فإن ذنوب بني أمية أسرع عليهم من سيوف المسلمين.
وروي عن علي بن زيد عن علي بن الحسين قال: كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده، ويحلف له ليحملن له مائة ألف في البر، ومائة ألف في البحر، أو يؤدي إليه الجزية فسقط في درعه وكتب إلى الحجاج أن اكتب إلى ابن الحنفية فتهدده وتوعده، ثم أعلمني ما يرد عليك؛ فكتب الحجاج إلى ابن الحنفية بكتاب شديد يتهدده ويتوعده فيه بالقتل قال فكتب إليه ابن الحنفية إن الله تعالى ثلاثمائة وستين لحظة إلى خلقه وأنا أرجو أن ينظر الله عز وجل إلى نظرة يمنعني بها منك، قال: فبعث الحجاج بكتابه إلى عبد الملك بن مروان فكتب عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم نسخته؛ فقال ملك الروم: ما هذا خرج منك، ولا أنت كتبت به، ما خرج إلا من بيت نبوة.
وروي عن سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن أبي يعلى عن محمد بن الحنفية أنه قال: لم يزل قوم من قبلكم يبحثون وينقرون حتى تاهوا، فكان الرجل إذا نودي من خلفه أجاب من أمامه ، وإذا نودي من أمامه أجاب من خلفه.
وروي عن الربيع بن المنذر عن أبيه، قال: قال محمد بن الحنفية: يا منذر قلت: لبيك؟ قال: كل ما لا يبتغي به وجه الله تعالى يضمحل.
وروي عن أبو عثمان المؤذن، قال: قال محمد بن الحنفية من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر.
وروي عن ابن عيينة يقول: قال محمد بن الحنفية: إن الله تعالى جعل الجنة ثمناً لأنفسكم، فلا تبيعوها بغيرها.
وروي عن إبراهيم بن ياسين العجلي عن إبراهيم بن الحنفية عن أبيه عن علي ، قال : قال رسول الله : «المُهْدِي مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي لَيْلَةٍ أو قال: فِي يَوْمَيْنِ».
وروي عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي بن الحنفية عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - قال: كثر على مارية أم إبراهيم ابن النبي ﷺ في قبطى ابن لها كان يزورها ويختلف إليها ؛ فقال رسول الله ﷺ لي: «خُذْ هَذَا السَّيْفَ فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهَا فَاقْتُلْهُ». فقلت: يا رسول الله. أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أرسلتني به أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال: «بَلِ الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الغَائِبُ»، فأقبلت متوشحًا السيف فوجدته عندها، فاخترطت السيف، فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخلة فرقى فيها، ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه، فإذا هو أجب أمسح ما له ما للرجال قليل ولا كثير، فأغمدت سيفي، ثم أتيت النبي ﷺ فأخبرته؛ فقال: «الحَمْدُ لله الَّذِي يَصْرِفُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ».
وروي عن يونس بن راشد عن عون بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله:
«عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمَدِ، فَإِنَّهُ مُنْبِتُ لِلشَّعْرِ، مُذهِبٌ لِلْقَذَا، مُصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ».
وروي عن الحسين بن علي عن محمد بن الحنفية: أنه سمع أباه عليا -رضي الله تعالى عنه - يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ لِلْفُقَرَاءِ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ قَدْرَ مَا يَسَعُهُمْ، فَإِنْ مَنْعُوهُمْ حَتَّى يَجُوعُوا أَوْ يَعْرُوا أَوْ يَجْهَدُوا حَاسَبَهُمُ اللهُ فِيهِ حِسَابًا شَدِيدًا ، وَعَذَّبَهُمْ عَذَابًا نُكْرًا».
وروي عن محمد بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفْتَقِرَ الثَّوَابِ».
الرئيسة