التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم حليف الصيام والقيام خفيف التطعم والمنام، المتفكر المعتبر قال الشيخ: أبو غياث منصور بن المعتمر».
مناقبه ومروياته:
روي عن أبي بكر ابن عياش يقول: رأيت منصور بن المعتمر إذا قام في الصلاة وقد عقد لحيته في صدره.
وروي عن يحيى بن سعيد عن الثوري، قال: لو رأيت منصورًا يصلي لقلت يموت الساعة.
وروي عن أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا أبو بكر بن عياش قال: لو رأيت منصور بن المعتمر وعاصما والربيع بن أبي راشد في الصلاة وقد وضعوا الحاهم على صدورهم، عرفت أنهم من أبرار الصلاة.
وروي عن أبي الأحوص يقول : قالت ابنة لجار منصور بن المعتمر لأبيها: يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يقوم بالليل.
وروي عن العلاء بن سالم العبدي، قال: كان منصور يُصلّي في سطحه، فلما مات قال غلام لأمه: يا أمه. الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه، قالت: يا بني. ليس ذاك جذعًا، ذاك قد مات.
وروي عن جرير قال: صام منصور وقام، وكان يأكل الطعام، ويرى الطعام في مجراه.
وروي عن ابن عيينة، قال: رأيت منصور بن المعتمر -يعني: في المنام - فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: كدت أن ألقى الله بعمل نبي، قال سفيان: إن منصورًا صام ستين سنة، يقوم ليلها ويصوم نهارها.
وروي عن زائدة أن منصور بن المعتمر صام ستين سنة، يقوم ليلها ويصوم نهارها، وكان يبكي، فتقول له أمه : يا بني. قتلت قتيلاً؛ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح كحل عينيه ودهن رأسه وفرق شفتيه، وخرج إلى الناس.
وروي عن سفيان، وذكر منصور بن المعتمر؛ فقال : قد كان عمش من البكاء.
وروي عن محمد بن عمر، قال: سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: كانت أم منصور تقول له: يا بني. إن لعينك عليك حقا، و لجسمك عليك حقا؛ فكان يقول لها منصور : دعي عنك منصورا، فإن بين النفختين نوما طويلا.
وروي عن زائدة بن قدامة، قال: قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصوم فيه أقع في الأمراء، قال: لا، قلت: فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر، قال: نعم.
وروي عن أبي بكر بن عياش يقول: رحم الله منصورًا كان صوَّامًا قوَّامًا.
وروي عن مغيرة، قال: اختلف منصور إلى إبراهيم وهو من أعبد الناس، فلما أخذ في الآثار فتر.
وروي عن زائدة، قال: قلت لمنصور بن المعتمر إذا كنت صائمًا أنال من السلطان شيئًا ؟ فقال: لا؛ فقلت: إذا كنت صائما أنال من أصحاب الأهواء شيئا؟ قال: نعم.
وروي عن ابن المعتمر لما أجلس منصور بن المعتمر على القضاء كان يأتيه الرجل فيقص عليه؛ فيقول: قد فهمت ما قلت، ولا أدري ما الجواب فيه، فكان يفعل ذلك، فذكر ذلك لابن هبيرة، وكان هو الذي ولاه؛ فقال: هذا أمر لا يصلح إلا أن يعين عليه صاحبه بشهوة؛ فتركه.
وروي عن مفضل، قال: كنت مع منصور حين بعث إليه داود بن علي يستعمله، فدخل عليه كاتبه
حجر بن عبد الجبار ؛ فقال: إن الأمير يريد أن يستعملك، فقال: إن ذلك ليس بكائن، أنا رجل سقيم معتل.
وروي عن مفضل، قال: حبس ابن هبيرة منصورًا شهرًا يريده على القضاء؛ فأبى عليه.
وروي عن أحمد بن عمران الأخنسي، ، قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: ربما كنت مع منصور في منزله جالسًا فتصيح به أمه وكانت فظة غليظة؛ فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبي عليه، وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها.
وروي عن هناد بن السرى، ثنا قبيصة عن سفيان عن منصور، قال: كان يقال: للأم ثلاثة أرباع البر.
وروي عن حسن بن صالح، قال: كان منصور في الديوان؛ فقال له إنسان: ناولني الطين أختم به، قال: أرني كتابك حتى أنظر أي شيء فيه.
وروي عن شعيب بن عبد الحميد، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا شعبة، قال: قرأ علينا منصور ﴿وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ [الحجر: ٢٠]، قال: الوحش.
وروي عن سفيان وأبي وائل شقيق وزيد بن وهب، والشعبي ، وربعي، وخيثمة، وسعد ابن أبي عبيدة، وأبي البختري، وحدث عنه من التابعين جماعة: سليمان التيمي، والأعمش، وأيوب السختياني، ومحمد بن جحادة وحصين، ومن الأئمة والأعلام: سفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وشعبة بن الحجاج.
وروي عن صالح بن موسى الطلحي عن منصور عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصَّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِندَ الله كَذَّابًا». زاد صالح الطلحي في حديثه: «وَإِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْإِيْمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ».
وروي عن عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رجل للنبي ﷺ : يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت ؟ فقال رسول الله ﷺ : «إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ».
الرئيسة