هو اجتناب العبد رمضان التهمات خوف الوقوع في الشبهات فمنهم من يكون ورعه في المأكل والملبس فلا يتناول من أحد شيئاً إلا إذا تحقق عدم الشبهة في ذلك الشيء وهذا من شرائط الزهد لأن الزهد الذى يزهد فيما عنده ويتناول مطعمه وملبسه ما فيه تهمة شبهة لم يزد على أن ترك الحلال وتناول الشبهة فورع العباد والزهاد في المأكل والملبس ومنهم من يكون ورعه في سماعه ما لا يعنيه من الكلام والتكلم به وهذا من شرائط حسن الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ومنهم من يتورع في الأربع الخصال المذكورة وهى المأكل والملبس والكلام وأسماعه وهذه نهاية مرتبة النساك وبداية مرتبة السالكين ومنهم من يتورع في الأمور الباطنية بعد ضبط الظاهرية وهذه المرتبة الأولى في حفظ الباطن فلا يقبل من نفسه خاطر غيبة في أحد خشية من الوقوع في قوله: (أن بعض الظن أثم) ومنهم من يتورع حتى عن خاطر المعصية فلا تكاد تخطر به المعاصي أبداً وهذه في المرتبة الثانية في حفظ الباطن وهى لعامة المريدين كما أن الأول لعامة السالكين ومنهم نم يتورع في سائر الخواطر عن التفرقة فلا يخطر به شيء سوى الله تعالى وهذه هى المرتبة الثالثة في حفظ الباطن وهى لخواص المريدين ومنهم من يتورع عن كل خاطر لا يتعلق بالحضرة التي أقيم فيها عند الله تعالى فلا يخطر به مما سوى تلك الحضرة خاطر حتى يخرج عنها فإذا حصل في حضرة أخرى كان في تلك الحضرة بهذا الحكم فهذا هو الولي الكامل الواقف مع مقتضيات الشؤون الإلهية وهذه المرتبة أعلى مرتبة في حفظ الباطن وهى المرتبة الرابعة.