هو اضطراب باطن العبد بسبب توهمه التلاف ومرجع الخوف على النفس ومنشأه وجودها ومصدره علمه بالعمل وجهله بالعاقبة والخوف مخصوص بالعوام ليس عند الخواص خوف لقوله: (إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وأما قوله عليه السلام: (أنا أعرفكم بالله وأشدكم خوفاً منه) فإن ذلك الخوف هو الهيبة الصادرة عن مطالعته إلى عظمة الجلال وذلك لأن الهيبة من لوازم آثار الصفات الجلالية الإلهية والخوف من لوازم وجود النفس البشرية المعلومة والخائفون على مراتب فمنهم من خوفه من نتائج علمه ومنهم من خوفه من العاقبة بماذا يكون الختام لقوله عليه السلام: (لا يغركم عمل عامل حتى ترون بماذا يختم له) ومنهم من خوفه من السابقة لأن العاقبة مبنية عليها وهذا أعلا من الأول ومنهم من خوفه من الله لكونه أن يكون أهلاُ أن يخاف العبد منه وهذا أعلى من الجميع ولو كان الكل إنما يخافون من الله تعالى لكان التفاوت من حيث أسباب الخوف وأعلم أن الخوف للعبد أسلم من الرجاء وطريقه أخص من طريقه وإن كان الرجاء أنفع لقوله: (أنا عند ظن عبدى بي)