الفصل السابع في الأرحام وما يتعلق بها:
الأب: يؤوله الناسك بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن روحه أبو الأرواح لقوله (والمؤمنون منى) والسالك يؤوله بعالم المعاني لأنه أبو عالم الصور إذ الصور فرع المعنى والمحب يؤوله بالنظر لأن المحبة متولدة منه والمجذوب يؤوله بالإرادة الإلهية لأن العالم ظهر بواسطتها.
ألم يؤوله الناسك بالرغبة أو الرهبة لأن كلا منهما أصل العبادات فلولاهما لما عبدته العباد ويؤوله السالك بحقيقة الحقائق ويؤوله المحب بالمحبة لأنها التي تولد أحوال المحب من الحزن والبكاء والنوح والطرب والشوق وأمثالها ويؤوله المجذوب بالعلم الإلهي قال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ).
الابن: يؤوله الناسك بالجزاء والثواب لأنه فرع العمل ويؤوله السالك بالوجود المقيد لأنه فرع عن الوجود المطلق ويؤوله المحب بالشوق لأنه تولد من المحبة ويؤوله المجذوب بظهور أثار الأسماء والصفات على جوارحه فالرجل تظهر الاقتدار بالخطو من الشرق إلى الغرب واليد بأبرا الأكمة والأبرص إلى غير ذلك من باقي جوارحه وجوانحه وهذا سر قوله: (كنت سمعه) الحديث فكأن بشهوده الأحدية الإلهية أنتج ذلك الاقتدار الظاهر على الجوارح والجوانح فكان ذلك منزلة الابن للشهود.
الأخ: والأخت بمعنى واحد يؤوله الناسك بالآخرة فإنها أخت الدنيا ويؤوله السالك بالسر الإلهي المعبر عنه بالروح المنفوخ في آدم ويؤوله المحب بالنسيم لأنه أخوه في الضعف أو بالحمام لأنه أخوه في النوح أو بالغمام لأنه أخوه في البكاء وقس عليه ويؤوله المجذوب بالقدم لأن الوجود منقسم بين قديم وحديث.
الزوجة: يؤولها الناسك باللطيفة الروحانية التي ازدوج الجسم بها ويؤولها السالك بالحقائق لأنها زوج الروح ويؤولها المحب بالمحبوبة ويؤولها المجذوب بالهوية أن كان في مقام الآنية وبالآنية أن كان في مقام الهوية.