قال القُشَيْرِيُّ: فإن قيل: فهل تجوز رؤية البارئ تبارك وتعالى بالأبصار اليوم في الدنيا على جهة الكرامة؟. قلنا: الأقوى أنه لا يجوز؛ لحصول الإجماع عليه. قال: ولقد سمعت الإمام أبا بكر بن فورك، يحكي عن أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- أنه قال في ذلك قولين في كتاب الرؤية الكبير. قلنا: قد نقل جماعة الإجماع([1]) على أن رؤية الله تعالى لا تحصل للأولياء في الدنيا، لا لامتناعها، وإلا فهي ممكنة بالعقل عند أهل الحق. وقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى ليلة الإسراء، والمختار عند الأكثرين أو الكثيرين أنه رأى. وهو قول ابن عباس. وقد بسطت مقاصد ذلك في أوائل «شرح صحيح مسلم» رحمه الله.