(فصل) قال الغزالي في (جواهر القرآن): مقاصد القرآن ستة، سادسها: تعريف منازل الطريق, وإليه الإشارة بقوله في الفاتحة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ [الفاتحة5-6].
وقال الطيبي في (حاشية الكشاف): العلوم التي هي مناط الدين أربعة, كلها في الفاتحة: علم الأصول وعلم الفروع وعلم القصص وعلم ما يحصل به الكمال, وهو علم الأخلاق, وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية, والالتجاء إلى جنات الفردانية, والسلوك لطريقه, والإستقامة فيها, وإليه الإشارة بقوله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾.
(فصل) ويؤخذ من بقية السورة بطريق الإشارة أن ثم طرقًا أخرى متشعبة, خارجة عن سنن الاستقامة, فليحذر منها, وهي طريق ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة:7].