قطب دائرة الولاية الكبرى، ونقطة باء مركز العناية العظمى، شيخ مشايخ الدائرتين، وجليس الحضرتين، المجدُّ الجاهد، الذي سلك طريق الأماجد، فعد من فحول الرجال، وحاز مقامات الأنجاب والأبدال، سيدنا ومولانا وشيخنا العارف الأكبر، والغوث الأشهر سيدنا ومولانا أبو عبد الله محمد الدمرداش الملقب بالمحمَّدي الخلوتي الشاذلي قدس سره العالي.
وكان رضى الله عنه من أصحاب المقامات العالية، جاهد نفسه حتى وصل إلى المراتب العالية، وكان رضى الله عنه لا ينام الليل قط، ولا يفتر عن المجاهدة، ولم تدعه لحظة تفوته بغير عبادة فيها بدون راحة.
وكان في بدايته من أجلِّ أصحاب سيدنا عمر الرُّوشني الخلوتي، أخذ عنه الطريق ببلاد العجم واقتدى به وصحبه، وانتفع بصحبته حتى ظهرت عليه أسراره وأنواره، وكان شيخه رضى الله عنه من أصحاب الدوائر، ومن أجلاء المشايخ الواصلين، فرباه تربية حسنة حتى أنجبَ وسار، وشهدت بفضله العلماء والأخيار.
وكان رضى الله عنه على قدم السلف الصالح؛ من الأكل من عمل يده، والتصدق بما فضل، وكان يتلو القرآن كثيرًا، وربما يقرأ ختمة كاملة قبل طلوع الفجر.
وكان له غيط([1])، أقام هو وزوجته يغرسون فيه، وأثمر بعد ذلك، فكان ليس في مصر أحلى من ثمرة غيطه، ومع ذلك فكان رضى الله عنه لا يأكل منه قطُّ، وكان يقول: أنا ما زرعته إلا باسم الفقراء والمساكين.
توفي رضى الله عنه عام تسع مئة وتسعة وثلاثين، ودفن بزاويته التي أنشأها المعروفة، وشهرته بمصر تُغني عن التعريف عنه. أمدنا الله بمدده. آمين.