أهم مشاكل التصوف المعاصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين وبعد: كان التصوف على مَرِّ العصور يعتبر أشرف العلوم وأجلِّها، وكان علم الخواص من هذه الأمة المحمدية، وكان طلابه وقاصدوه يبذلون كل الجهد والعزم للتحقق بتعاليمه وآدابه، واللحاق بساداته وعلمائه من القوم العارفين.
فكانوا لا يتاونون عن طلب العلم وتعليمه، عملاً بالنصوص الشرعية التي تأمر بذلك، وكان أكبر هَمٍّ يشغلهم هو الاستقامة على منهج الكتاب والسنة والشريعة المطهرة، حتى قال قائلهم: (الاستقامة عين الكرامة)، فصارت هذه المقولة قاعدة من القواعد الكلية في علم التصوف والسير والسلوك، وكانت سيماهم الخفاء والخمول، والهروب من الشهرة والظهور، وكان أحدهم يحذر كل الحذر من الوقوع في هذه الأمراض الخفية، ودأبهم مراقبة قلوبهم، وتأديب نفوسهم، وتصفية أرواحهم، واستقامة جوارحهم.
لكننا في هذا الزمن الأخير تغيرت المفاهيم علينا، وانحرفت القواعد والأصول منا، وكثر الدعي والدخيل في هذا الطريق، فاختلط الحابل بالنابل، وضاع الصالح بالطالح، ودخلت في التصوف الكثير من المفاهيم والقواعد الخاطئة التي ساهمت في هدمه من الداخل، مما أدى لنفور الناس منه، وتصدر لمحاربته أعداؤه الذين يتربصون به على الدوام، مستغلين هؤلاء الأدعياء الدخلاء، متذرعين بهم للطعن بالتصوف الإسلامي، متناسين قوله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ) [الأنعام: 164]، فظُلم التصوف وظُلم أهله الصادقين، بسبب حقد أعدائه، وسوء أدعيائه.
وزاد الأمر سوءًا سكوت غالب مشايخ وعلماء التصوف عن التصدي لهؤلاء الأدعياء والدخلاء، والأسوء من ذلك مجاملة البعض لهم، بل وصل البعض لموافقتهم ببعض تحريفاتهم لقواعد التصوف الطريق، فتراهم يساهمون بتصدر البعض للمشيخة بإقرارهم وتبريكاتهم لهم، وهذا الأمر جعلهم في زيادة مستمرة يوماً بعد يوم، حتى صاروا هم الكثرة الغالبة المنتشرة في الساحة، وخاصة بانتشار وسائل التواصل، وظن الكثير من العوام أن هذا هو التصوف، فأنكروا كل ما يرونه من التصوف الصحيح، تصوف القوم العارفين رضوان الله تعالى عليهم، فاتسع الخرق على الراقع، نسأل الله تعالى العافية.
ولكن مما يفرح القلب ويطمئنه أنه لا تزال بقية من العلماء والصالحين يقفون كالحصن الحصين والدرع المتين أمام هذا العلم الجليل، يذبون عنه كل ردية، ويدفعون عنه كل نقيصة، ويظهرون أجمل ما فيه؛ ليبقى شامخاً عالياً كما عرفوه من أئمته وسادته السابقين، وهؤلاء ممن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم كما ورد في صحيح مسلم: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس»، فجزاهم الله تعالى كل خير، وأعانهم وسدد خطاهم ووفقهم لما يحبه ويرضاه، وجعلنا منهم، آمين.
وانطلاقاً مما سبق فلقد عزمت على كتابة هذه المقالة؛ مبيناً فيها أهم المشاكل التي يعاني منها التصوف المعاصر، والتي جعلته في مؤخرة العلوم، مُهَاجماً من قبل من يعلم ومن لا يعلم، لعل الله تعالى ينور بها أبصار من يريد الحق والصواب، ويهدي من ضل الطريق المستقيم في طلب الوصول إلى الله سبحانه وتعالى، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقني لما يحبه ويرضاه، وأن يسدد قلمي فيما تكتبه يدي المذنبة، وأن يجعل في هذه المقالة الخير والنور والهداية والموعظة.
وسأبين فيما يأتي أهم وأبرز المشكلات التي يعاني منها التصوف المعاصر، مع تعليق بسيط عليها، مع العلم أن المشكلات التي يعاني منها التصوف المعاصر كثيرة جداً، لا يمكن حصرها، والبعض يتفرع من بعض، وسأبين أهمها فيما يأتي، فأقول وبالله التوفيق:
المشكلة الأولى: وهي التساهل بإعطاء الإجازات الصوفية من قبل الكثير من المشايخ، وخاصة إعطاؤها لغير المؤهلين والمستحقين لها، بل إن البعض من هؤلاء المشايخ صار يوزعها دون قيد أو شرط، راغباً بذلك نشر طريقته واستكثار خلفائه ووكلائه، والبعض لا يرد طالباً لها إما خجلاً وحياءً، أو جهلاً منه بحرمة الإجازة وقدرها، وما تعنيه حقيقتها، بل إن البعض يعطيها لمن لم يسلك الطريق أصلاً، وهذه من أكبر وأعظم المشاكل وأخطرها.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة لكثرة المتصدرين للمشيخة بغير حق ولا أهلية ولا استحقاق، بل إن الكثير منهم صار شيخاً يرشد ويُسَلِّكُ ويربي وهو لم يسلك الطريق أصلاً، ولم يتحقق بكونه مريداً، وهؤلاء هم أشد الناس خطراً على التصوف والصوفية، فما كان من هؤلاء إلا العمل على التبديل والتغيير والتحريف لكل قواعد التصوف والطريق لأنهم يفتقرون إليها، وعاجزون عن العمل بها، ولا مكان لهم بوجودها، فكان لابد من التحريف والتبديل والتغيير لتثبيت أنفسهم كمشايخ بين الناس، بل وتجرأوا على أن يجيزوا هم أتباعهم، فتبعهم الجاهلون ومن هو على شاكلتهم، فالطيور على أشكالها تقع، فكيف تقنع الناس أن التصوف من هؤلاء براء، فصبرٌ جميلٌ والله المستعان.
المشكلة الثانية: وهي تساهل الكثير من المشايخ مع مريديهم بتطبيق تعاليم وآداب السلوك والطريق، وخاصة مجاهدة النفس، التي عليها مدار طريق القوم، الذين قرروا أنه لا وصول ولا فلاح بدون المجاهدة، عملاً بقوله تعالى: (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ) [العنكبوت: 69]، فترك غالب المريدين الصيام والقيام والزهد والتجرد، والسنن والنوافل والآداب، بل وتهاونوا حتى بالفرائض، وهذا حال الكثير من المتصوفة اليوم إلا من رحم الله.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى وجود جيل من المتصوفة غير متحققين بطريق القوم، لا يعرفون من التصوف إلا القيل والقال، فتغيرت نظرة الناس للتصوف بسببهم، (قوم يقولون ولا يفعلون)، اشتغلوا بترهات الصوفية وتركوا العمل والمجاهدة والتزكية، ورحم الله الجنيد البغدادي الذي يقول: (ليس التصوف قيل وقال).
المشكلة الثالثة: وهي الابتعاد عن العلم الشرعي وهجره، من قبل الكثير من الطرق الصوفية ومشايخها، بل وربما لجأ البعض منهم ومن أتباعهم لمحاربة العلم ومعارضته، إلا ما رحم ربي، لأن العلم الشرعي يفضح سوءاتهم ويكشف عوراتهم ويجلي حقيقتهم أمام أتباعهم، ونسوا بأنه لا تصوف بلا علم، ولا علم بلا عمل ولا عمل بلا نية صادقة وإخلاص لله عز وجل.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى ظهور جيل من المتصوفة لا يفقهون شيئاً من علوم الشريعة، ولا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا من رحم الله، فضلوا وأضلوا، وضيعوا حدود الشرع لجهلهم به، فَنُسِبَ التصوف إلى الجهل بعد أن كان ينسب للعلم، وصار أربابه في مؤخرة القوم بعد أن كانوا في مقدمتهم، ولله در الإمام الجنيد إذا يقول: (علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة).
المشكلة الرابعة: وهي حب الظهور والسعي وراء الشهرة واستكثار المريدين، وهذه ثلاث مشكلات متصلة متلازمة، برزت في الزمن الأخير بشكل غير مسبوق، وهي نتيجة حتمية لتصدر الغير مؤهلين للمشيخة كما ذكرنا في المشكلة الأولى، بل ووقع فيها بعض من يُظَنُّ به الصدق والصلاح، بسبب غفلته، وظناً منه أنه يسعى لنشر الخير ودعوة الناس إلى الطريق، وربما بسبب ملازمته لوسائل التواصل وجعلها الميدان الأساسي للعمل والدعوة، غير أنه لا عذر له في ذلك، فنفعها أكثر من ضرها، وشرها ظاهر على خيرها، عافانا الله تعالى وإياكم منها.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى هدم أكثر وأهم قواعد التصوف والسلوك، لأنها تتعارض جملة وتفصيلاً مع مقتضى علم التصوف وحقيقته وغايته، وللوصول للشهرة والظهور وكثرة المريدين، لابد من الخروج عن جادة الصواب، وهذا مقرر في طريق القوم، لذلك الطريق كله مبني على محاربة الشهرة والظهور، وقد قالوا: (حب الظهور يقصم الظهور)، بل وربما يلجأ البعض لمحاربة مقتضى التصوف الحق إن لزم الأمر، لتحقيق الغايات الدنئية، ولفت الأنظار إليه، فيستدرجه الشيطان لإظهار العمل وفضح الحال، وربما يسقط في هاوية العجب والرياء دون أن يشعر، وأسوء ما في هذه المشكلة أن من انزلقت قدمه فيها يصعب عليه الرجوع لما في الظهور والشهرة من فتن عظيمة، فيكون ممن قال الله تعالى فيهم: (قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤) [الكهف: 103-104]، نسأل الله تعالى العفو والعافية.
المشكلة الخامسة: وهي من أهمها وأخطرها وهي دخول العلوم الروحانية وتغلغلها في علم التصوف، حتى صارت جزء منه وملازمة له، فصار الكثير من المشايخ إلا من رحم الله يزاولون العلوم الروحانية ويعلمونها لتلاميذهم، ومن أهم أسباب ذلك هو تصنيف بعض المشايخ والعارفين كتباً في هذا الفن، فعكف عليها تلاميذهم وجعلها من التصوف والطريق، حتى غلبت عليه عند الكثير منهم، وربما وجدت هذه العلوم عند بعض المشايخ الصالحين، غير أنهم لم يخلطوها بالتصوف، وجعلوها من الأسرار والعلوم المكتومة إلا للخواص، لكننا في هذا الزمن نراها قد ظهرت وبرزت في الكثير من الطرق الصوفية، بغير ضوابط وشروط، فأساؤوا استخدامها، وخاصة من طلب بها غايات دنيئة أبرزها جمع المال من خلالها، غير مباليين بضررها، وربما استخدمها بعض المتصدرين للمشيخة لتغطية نقص شروط وصفات المشيخة فيهم، والحرص على تحصيل المكاشفات الروحانية لمريديهم وإشغالهم بها ولفت انتباههم إليها، وكذلك السيطرة عليهم من خلالها، ليوصف بينهم بالكرامات والخوارق وهذا الصنف يعتبر الأكثر ممن خلطوا العلوم الروحانية بالتصوف، وأشدهم ضرراً
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى تغيير معالم طريق التصوف في نظر كثير من أتباعه واعدائه، وغطت على صفات وشروط المشيخة عند القوم، ومن نتائجها دخول الكثير من الأوراد والأحزاب والأعمال والدعوات والأقسام الروحانية في طريق التصوف، فطغت وغلبت على أوراد وأذكار السنة النبوية، وأوراد الصالحين من أئمة الطريق، لإن كثيراً من متصوفة اليوم يسعون للفت الأنظار إليه كونه روحانياً، وليتميز عن غيره بهذا، وهذا ملاحظ بكثرة في المتصوفة اليوم للأسف.
المشكلة السادسة: وهي المغالاة بالمشايخ والطرق الصوفية من قبل المريدين، مع علم ورضا وقبول من مشايخهم، إلا ما رحم ربي، وتتجلى المغالاة برفع الشيخ لغير مقامه، أو وصفه بما ليس فيه، أو جعله فوق غيره من المشايخ مع إساءة الأدب لغيره، ورفض الحق إلا ما صدر عن شيخه وإن كان أقرب للباطل، وتلبيس الطريقة بما ليس فيها، وحكر الوصول إلا من خلالها كما يزعم البعض، فمن انتسب إليها نجى وفاز، ومن تخلف عنها هلك وخسر، نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى انشغال الكثير من المريدين اليوم بالصراع فيما بينهم، كل يقول شيخي الغوث وطريقتي هي العليا، بل تجاوزوا هذا فصار الكثير يدعي أن شيخه هو ختم الأولياء، وشيخه وزير من وزراء المهدي، ووصل بالبعض أن ينسب لشيخه ويصفه بما لا يجوز إلا بحق الله أو بحق رسله، ولا ندري ما نسمع أيضاً في هذا الزمان، فهو زمن العجائب، فنتج عن هذا الصراع خلاف واختلاف بين الطرق غير مسبوق، فانطبع في قلوب الناس وعقولهم ونفوسهم صوراً سيئة عن التصوف وأهله، فنفروا منه وحاربوه، لما يروه من سوء خلق أتباعه.
المشكلة السابعة: وهي غلبة التصوف النظري والفلسفي الذي ينتج عنه المعرفة والاطلاع على طريق القوم، على التصوف العملي الذي ينتج عنه تزكية النفس وسلامة القلب واستقامة الجوارح، والصحيح هو الالتزام بالتصوف العملي، لأنه الأصل في السير والسلوك إلى الله، والأصح هو الجمع بينهما.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى ظهور جيل من المتصوفة تخالف أقوالهم أفعالهم، التصوف الحقيقي في واد وهم في واد آخر، تصوف لسان دون تصوف القلب والجوارح، مما أدى لفقد الثقة بالتصوف وأهله، بل وصار البعض منهم يصور التصوف إلى أنه عالم من الخيالات والتصورات والمعارف والأقوال والأحوال التي تدور حول المحبة والعشق والهيام، والاستغراق في عوالم خفية باطنية، ليصوروا للناس أنهم خواص الله تعالى في عالم الملك والملكوت، يؤدي هذا بمجمله إلى ترك الكثير من التكاليف والواجبات والحقوق، وهجر السنن والآداب والنوافل، ويتبجحون ببعض الأقوال الواهية، والترهات البدعية، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، عاكفين على كتب بعض الصالحين الذين هم منهم براء ككتب الشيخ ابن عربي والشيخ عبد الكريم الجيلي والشيخ السهروردي وغيرهم، وهذا من أسوء ما ينتج عن التعمق بالتصوف الفلسفي والنظري دون التصوف العملي.
المشكلة الثامنة: وهي غلبة الأناشيد والمدائح على الإرشاد والعلم في غالب مجالس الصوفية اليوم، إلا ما رحم ربي، وهذا للأسف أصبح واضحاً جلياً للجميع، ولو نظرت في واقع أغلب الطرق الصوفية اليوم لا تجد لديهم إلا مجالس المديح والإنشاد، والتمسك بقليل من الأوراد.
نتائجها: وقد أدت هذه المشكلة إلى انحراف أغلب الصوفية اليوم عن غاية التصوف وثمرته الحقيقية، وتعلقهم بالمديح لأقصى درجة، فلا يعرف المريد من تصوفه وطريقته إلا مجلس الذكر، يفرغ به طاقته ويقضى نهمته، وشهوته الخفية، حتى صار مجلس المديح هو الغاية المرجوة، والتسابق بين المريدين لادعاء الأحوال التي تعتريهم في المجالس، وغلبة الوجد عليهم، تاركين وراء ظهورهم الإرشاد والعلم والمجاهدة والتزكية والسلوك.
ونحن لا ننكر المديح والإنشاد، على العكس تماماً نحبه ونعشقه ونسعد بسماعه، لكن الطريق والتصوف لا يبنى عليه، بل هو زينة للحال، وترويح عن النفس والقلب، وسعادة للروح، ليس أكثر من ذلك، ولو رجعت لأقوال أئمة الطريق رضوان الله تعالى عليهم في ذلك لعرفت أن كثيراً منهم كان ينهى عنه، ومنهم من وضع له ضوابط وشروط، فافهم وفقني الله تعالى وإياك لما فيه الخير.
هذه أهم وأبرز المشاكل التي يعاني منها التصوف المعاصر، وهناك الكثير منها لا يتسع الوقت لذكرها، ولعلنا نخصص مقالة أخرى لذكرها، وقد اكتفينا بهذه المقالة بالهم والأبرز والأخطر منها.
وفي الختام: يتبين لكل باحث ومهتم بعلم التصوف الأسباب التي أدت إلى تراجع التصوف والصوفية في هذا الزمان، ويتجلى بوضوح سبب نفور الناس منه.
والحق يقال: أن مثل هذا التصوف يرفضه كل عاقل يريد الله سبحانه وتعالى، فمثل هذا التصوف لا يطلبه إلا من كان يبحث عن نفسه وشهرته، أو من كان جاهلاً بحقيقة طريق التصوف، الذي كان طريق جميع العلماء والأولياء، واليوم ينفر منه حتى بعض السفهاء، ويعيب أهله كل من هَبَّ وَدَبَّ، ومن يعرف ومن لا يعرف، نسأل الله تعالى لنا العافية والسلامة، ونسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.
بقلم: مخلف العلي القادري