التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: ذو الأحوال السامية، والأعمال الخافية، رفيع أبو العالية، كانت وصاياه في لزوم الاتباع، وعهود في مجانبة الإحداث والابتداع. وقد قيل : إن التصوف الرضا بالقسمة، والسخاء بالنعمة».
مناقبه ومروياته:
روي عن خالد بن دينار عن أبي العالية، قال: تعلمت الكتاب والقرآن، فما شعر بي أهلي ولا روئي في ثوبي مداد قط.
وروي عن أبي خالدة، قال: سمعت أبا العالية يقول: إن خير الصدقة أن تعطي بيمينك وتخفيها من شمالك، قال: وسمعت أبا العالية يقول: زارني عبد الكريم أبو أمية، وعليه ثياب صوف؛ فقلت: هذا زي الرهبان إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا.
وروي عن نعيم عن عاصم قال: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام.
وروي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية، قال: اعمل بالطاعة وأحب عليها من عمل بها، واجتنب المعصية وعاد عليها من عمل بها، فإن شاء الله عذب أهل معصيته، وإن شاء غفر لهم.
وروي عن عاصم عن أبي العالية، قال: ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني الله للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء؟
وروي عن عاصم الأحول عن أبي العالية، قال: تعلموا الإسلام، فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم وأصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم، وقبل أن يفعلوا الذي فعلوه بخمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء المتفرقة، فإنها تورث بينكم العداوة والبغضاء.. زاد ابن المبارك في حديثه: قال عاصم: فحدثت به الحسن؛ فقال: صدق أبو العالية ونصح، قال ابن المبارك: فذكر للربيع بن أنس، قال: أخبرني أبو العالية أنه قرأه بعد النبي ﷺ بعشر سنين.
وروي عن سفيان ابن عيينة، قال: سمعت عاصما الأحول يُحدِّث عن أبي العالية، قال: تعلموا القرآن، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وإياكم وهذه الأهواء، فإنها توقع بينكم العداوة والبغضاء، وعليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا، فإنا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل صاحبهم -يعني: عثمان بخمسة عشرة سنة، قال عاصم فحدثت به الحسن؛ فقال: قد نصحك والله وصدقك.
وروي عن أبي خلدة عن أبي العالية، قال: ما مسست ذكري بيميني منذ سنة، أو سبعين سنة.