التعريف بها:
هي واحدة من الصحابيات الكريمات قال عنها أبو نعيم: «ومنهن أم أيمن المهاجرة الماشية، الصائمة الطاوية، الناحبة الباكية، سقيت من غير راوية، شربة سماوية، كانت لها شافية كافية».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن عثمان بن القاسم، قال: خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول الله له من مكة إلى المدينة، وهي ماشية ليس معها زاد، وهي صائمة في يوم شديد الحر، فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش، قال: وهي بالروحاء أو قريبا منها، فلما غامت الشمس، قالت: إذ أنا بحفيف شيء فوق رأسي، فرفعت رأسي فإذا أنا بدلو من السماء مدلى برشاء أبيض قالت فدنا مني حتى إذا كان حيث أستمكن منه تناولته، فشربت منه حتى رويت قالت فلقد كنت بعد ذلك اليوم الحار أطوف في الشمس
كي أعطش، وما عطشت بعدها».
روي عن نبيح العنزي عن أم أيمن، قالت: بات رسول الله ﷺ في البيت، فقام من الليل؛ فبال في فخارة، فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة، فشربت ما فيها، فلما أصبحنا، قال لي: «يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَهْرِيقِي مَا فِي الفَخَارَةِ»، قلت: والذي بعثك بالحق شربت ما فيها، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، ثم قال: «أَمَا إِنَّهُ لَا يَتَّجِعِنَّ بَطْنُكَ بَعْدَهُ أَبَدًا».
روي عن حنش بن عبد الله، حدثه عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا، فصنعته للنبي ل رغيفا ؛ فقال: «مَا هَذَا؟»، فقالت: طعام يصنع هاهنا، فأحببت أن أصنع لك منه رغيفا؛ فقال: «رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ».
وروي عن ثابت عن أنس قال: ذهبت مع النبي ﷺ إلى أم أيمن يزورها، فقربت له طعامًا أو شرابًا، فأما إن كان صائما، وأما لم يرده؛ فجعلت تخاصمه أي كل، فلما توفي رسول الله ، قال : أبو بكر لعمر مر بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله ﷺ يزورها، فلما رأتهما بكت؛ فقالا لها ما يبكيك؟ فقالت ما أبكي، إني لأعلم أن رسول الله ﷺ قد صار إلى خير مما كان فيه، ولكني أبكي لخبر السماء انقطع عنا، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
وروي عن طارق بن شهاب، قال: لما قبض رسول الله ﷺ بكت أم أيمن، وهي أم أسامة بن زید؛ فقيل لها ما يبكيك؟ قالت: انقطع عنا خبر السماء.