التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الواعظ الداعي، أيفع بن عبد الكلاعي».
مناقبه ومروياته:
روي عن صفوان بن عمرو، قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي وهو يعظ الناس، قال: إن لجهنم سبع قناطر، فالصراط عليها، والله تعالى في الرابعة منها قال: فيحبس الخلق عند القنطرة الأولى، فيقال: قفوهم، إنهم مسئولون، فيحبسون على الصلاة، ويسألون عنها، قال: فيهلك فيها من هلك، استطعت أن تجلس ولا يُجلس إليك فافعل.
وروي عن رجاء بن أبي سلمة عن عبد الله بن عوف القاري، قال: لقد رأيتنا برودس، وما في الجيش أكثر صلاة في العلانية من ابن محيريز، ثم قد أقصر عن ذلك حين عرف وشهر.
وروي عن رجاء بن أبي سلمة عن الوليد بن هشام، قال: ولاني الوليد الصائفة، فقلت لابن محيريز: إني ابتليت بما ترى، ولا غنى عن رأيك، قال: إن كان ولا بد فليلا.
وروي عن هشام بن مسلم الكتاني، قال: سألت ابن محيريز فأكثرت عليه، فقال: يا هشام ما هذا؟ قلت: ذهب العلم، قال: إن العلم لن يذهب ما دام كتاب الله عز وجل، رجل سأل عن أمر حتى إذا عرف ما عليه فيه مما له أتاه وهو يعرفه، كرجل أتاه وهو لا يعرفه.
وروي عن أيوب بن سويد عن أبي زرعة قال: لم يكن بالشام أحد يظهر عيب الحجاج بن يوسف إلا ابن محيريز، وأبو الأبيض العنسي، فقال له الوليد لتنتهين عنه أو لأبعثن بك إليه.
وروي عن علي بن طليق قال: سمعت ابن محيريز يقول : من مشى بين يدي أبيه فقد عقه إلا أن
يمشي فيميط له الأذى عن طريقه، ومن دعا أباه باسمه أو كنيته فقد عقه إلا أن يقول: يا أبت.
وروي عن ضمرة عن رجاء بن حيوة، قال: كنا في مجلس ابن محيريز فأتانا نعي ابن عمر؛ فقال ابن محيريز: والله لقد كنت أعد بقاءه أمانًا لأهل الأرض، وقال رجاء بن حيوة: لما مات ابن محيريز، والله لئن كنت أعد بقاء ابن محيريز أمانًا لأهل الأرض.
وروي عن عمرو بن سلمة ، ثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس، قال: قال ابن محيريز لصاحب نفقته ما عندك بقي . من نفقتنا؟ قال: بقي كذا وكذا، قال: أجل الرزق للرزق.
وروي عن وهيب عن موسى بن عقبة قال: سمعت ابن محيريز ونحن معه في جنازة بالرملة يقول: أدركت الناس وإذا مات فيهم الميت من المسلمين، قالوا: الحمد الله الذي توفانا على الإسلام، ثم انقطع ذلك، فلست أسمع اليوم أحدا يقول ذلك.
وروي عن عبد الله ابن المبارك، أنبأنا ثور بن يزيد عن عبد ربه بن سليمان عن عبد الله بن محيريز، قال: كل كلام في المسجد لغو إلا كلام ثلاثة مصل، أو ذاكر، أو سائل حق أو مُعْطيه.
وروي عن الأوزاعي، قال: كان عبد الله بن زكريا إذا قدم فلسطين فرأى ابن محيريز صغرت إليه نفسه، لما يرى من فضله.
وروي عن عمرو بن عثمان، ثنا بقية، قالا: عن الأوزاعي، حدثني إبراهيم بن قرة، حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: قال لي ابن محيريز: إذا رأيت خيرًا فاحمد الله، وإذا رأيت منكرًا فالطأ بالأرض، وسل الله أن يخفف البلاء عن أمة محمد .
وروي عن عبد الله بن محيريز، قال: ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، فقال له العباس بن نعيم كيف يكون ذلك؟ قال: يمنعه كثرة حاده أن يلحق بملاحقه.
وروي عن الأوزاعي يُحدِّث : أن ابن محيريز أراد أن يشتري جارية، فقيل له: أخبرنا إنك تريدها لنفسك؛ فكره ذلك، وأبى أن يُعلمهم.
وروي عن بقية، قال: سألت الأوزاعي، فقال: كان عبد الله بن محيريز يشرب الماء، ويقول: واهالي -وهي كلمة أعجمية: لا تصدع الرأس، ولا تسرع في الكيس.
وروي عن أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عباس بن الوليد بن يزيد، حدثني أبي، قالا : ثنا الأوزاعي، حدثني أسيد بن عبد الرحمن، حدثني خالد بن دريك، قال: قال ابن محيريز: كنا نرى أن العمل أفضل من العلم، ونحن اليوم إلى العلم أحوج منا إلى العمل.
وروي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن محيريز، قال: يذهب الدين سُنَّةَ سُنَّة كما يذهب الحبل قوة قوة.