التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله : ومنهم الناصح الزكي الواثق الغني، بكر بن عبد الله المزني.
مناقبه ومروياته:
روي عن معاوية بن عبد الكريم، وكان من ثقيف ولقبه الضال، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول يوم الجمعة وأهل المسجد أحفل ما كانوا قط: لو قيل لي: خذ بيد خير أهل المسجد؛ لقلت : دلوني على أنصحهم لعامتهم، فإذا قيل : هذا، أخذت بيده، ولو قيل لي: خذ بيد شرهم؛ لقلت: دلوني على أغشهم لعامتهم، ولو أن مناديًا ينادي من السماء: أنه لا يدخل الجنة منكم إلا رجل واحد؛ لكان ينبغي لكل إنسان أن يلتمس أن يكون ذلك الواحد، ولو أن مناديًا ينادي من السماء: أنه لا يدخل النار منكم إلا رجل واحد؛ لكان ينبغي لكل إنسان أن يفرق أن يكون هو ذلك الواحد.
وروي عن إسماعيل عن معمر عن أبي بكر المزني، قال: لو انتهيت إلى المسجد ملآن يغص بالرجال؛ فقال لي قائل: أي هؤلاء شر؟ لقلت لقائلي: أيهم أغش لجماعتهم، فإذا قال: هذا قلت هو شرهم، وما كنت لأشهد على خيرهم أنه مؤمن مستكمل الإيمان، إذًا لشهدت أنه من أهل الجنة، وما كنت لأشهد على شرهم أنه منافق بريء من الإيمان، إذًا لشهدت أنه من أهل النار ، ولكني أخشى على محسنهم وأرجو المسيئهم؛ فما ظنكم بمسيئهم إذا خشيت على محسنهم ، وما ظنكم بمحسنهم إذا رجوت لمسيئهم.
وروي عن حصين بن بكر بن عبد الله قال: قال بكر بن عبد الله: لا يكون الرجل تقيا حتى يكون بطيء الطمع، بطيء الغضب.
وروي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني: أخبرتني أم عبد الله بنت بكر بن عبد الله، قالت: كان أبوك قد جعل على نفسه ألا يسمع رجلين يتنازعان في القدر إلا قام فصلى ركعتين.
وروي عن أسلم بن عبد الملك عن أبي حرة، قال: دخلنا على بكر بن عبد الله المزني نعوده في مرضه الذي مات فيه، فرفع رأسه؛ فقال: رحم الله عبدا رزقه الله قوة فأعمل نفسه في طاعة الله عز وجل، أو قصر به ضعف فلم يعملها في معاصي الله، قال داود: قال لي رجل: تريد أسلم؟ قلت: نعم؛ فقمت إلى أسلم، فسألته؛ فحدثني به عن أبي حرة.
وروي عن كهمس قال: سمعت بكر بن عبد الله يقول: يكفيك من دنياك ما قنعت به ولو كفّا من تمر وشربةً من ماء وظل خباء، وكل ما يفتح عليك من الدنيا شيء ازدادت نفسك لها مقتا.
وروي عن المبارك بن فضالة، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يدعو بهذا الدعاء لا يدعه اللهم افتح لنا من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبنا بعدها أبدا في الدنيا والآخرة، ومن فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا لا تفقرنا بعده إلى أحد سواك أبدا، تزيدنا لك بهما شكرًا، وإليك فاقة وفقرا، وبك عمن سواك غنّى وتعففًا.
وروي عن سهل بن أسلم قال: كان بكر بن عبد الله إذا رأى شيخًا، قال: هذا خير منى عبد الله قبلي، وإذا رأى شابا، قال: هذا خير منى ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب، وكان يقول: عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم، وإن أخطأتم لم تأثموا، وإياكم وكل أمر، إن أصبتم لم تؤجروا، وإن أخطأتم أثمتم، قيل: ما هو ؟ قال: سوء الظن بالناس، فإنكم لو أصبتم لم تؤجروا، وإن أخطأتم أثمتم.
وروي عن كنانة عن سهل، قال: قال بكر بن عبد الله المزني: إن عرض لك إبليس بأن لك فضلا على أحد من أهل الإسلام فانظر؛ فإن كان أكبر منك، فقل: قد سبقني هذا بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإن كان أصغر منك ؛ فقل: قد سبقت هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبت العقوبة، فهو خير مني، فإنك لا ترى أحدًا من أهل الإسلام إلا أكبر منك أو أصغر منك، قال: وإن رأيت إخوانك المسلمين من يكرمونك ويعظمونك ويصلونك؛ فقل أنت : هذا فضل أخذوا به، وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا؛ فقل: هذا ذنب أحدثته.
وروي عن أبي سلمة الثقفي عن بكر بن عبد الله المزني، قال: تذلل المرء لإخوانه تعظيم له في أنفسهم.
وروي عن معاوية بن عبد الكريم عن بكر بن عبد الله المزني، قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا بلغ المبلغ ، فمشى في الناس تظله غمامة، قال: فمر رجل قد أظلته غمامة على رجل، فأعظمه ذلك لما رأى مما آتاه الله عز وجل، قال: فاحتقره صاحب الغمامة، أو قال كلمة نحوها، قال: فأمرت أن تحول من رأسه إلى رأس الذي عظم أمر الله تعالى.