التعريف به: هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الضبعي جعفر بن سليمان، صحب العُبَّاد، ونقل عنهم وعن الزُّمَّاد، صحب مالك ابن دينار، وثابتا البناني وأبا عمران الجوني، وأبا النياح، وفرقدًا السبخي، وشميط بن عجلان. مناقبه ومروياته: روي عن سيار، ثنا جعفر بن سليمان قال: اختلفت إلى مالك بن دينار عشر سنين، وإلى ثابت البناني عشر سنين، وصليت مع مالك بن دينار العتمة عشر سنين، وكان يقرأ في كل ليلة في المغرب إذا زلزلت، والعاديات. وروي عن سليمان الشاذكوني، ثنا جعفر ابن سلیمان قال سمعت مالك بن دينار يقول اتقوا السحارة اتقوا السحارة مرتين، فإنها تسحر قلوب العلماء، يعني: الدنيا. وروي عن محمد بن إبراهيم ثنا سليمان، ثنا جعفر، قال: سمعت مالك دينار يقول: إن الله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب. وروي عن سليمان ثنا، جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: إن القلب إذا لم يحزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب قال: وسمعته يقول: لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى جلست عليها. وروي عن سليمان ثنا ،جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول: من فرح بمدح الباطل فقد استمكن الشيطان من دخول في قلبه. وروي عن سليمان، ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: قرأت في بعض الكتب: يجاء براعي السوء يوم القيامة، فيقال له: يا راعي السوء شربت اللبن وأكلت اللحم ولم تؤوي الضالة، ولم تجير الكسير، ولم ترعها حق رعايتها، اليوم أنتقم لهم منك. وروي عن سليمان، ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا. وروي عن سليمان، ثنا جعفر، قال: كنت إذا رأيت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه محمد بن واسع، وكان وجهه كأنه وجه ثكلى. وروي عن جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر، وإن صدور الفجار تغلي بالفجور، والله يرى همومكم، فانظروا ما همومكم، رحمكم الله. وروي عن جعفر، قال: سمعت مالك ابن دينار يقول : إذا ذكر الصالحون فتف لي ثم تف. وروي عن جعفر، ثنا مالك، قال: قال عبد الله الداري يا مالك أبى علينا أهل العلم بالله والقبول عنه أن يقبلوا من أهل الدنيا التقشف، وزعموا أن ذلك لا يليق بهم، ولا يحسن عليهم، قال: وسمعت عبد الله الداري يقول: كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون: إن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، وإن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن، حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، قال: كان مالك بن دينار من أحفظ الناس للقرآن وكان يقرأ علينا كل يوم جزءًا من القرآن حتى ختم، فإن أسقط حرفًا قال: بذنب مني ﴿وما الله بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [آل عمران: ۱۸۲]. وروي عن سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت البناني، قال: بلغنا أن الله يوحي إلى جبريل : يا جبريل، استنسخ حلاوة فلان ابن فلان، قال: فينسخها، قال فيبقى والها مكروبًا محزونا، قال: فيقول: يا جبريل، إني بلوته فوجدته صادقا، وسأمده مني الزيادة. وروي عن سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت البناني في هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) [فصلت: ٣٠] الآية، قال: بلغنا أنه إذا انشقت الأرض يوم القيامة عن هام الرجال وعن هام النساء، نظر المؤمن إلى حافظيه قائمين على رأسه يقولان له: يا ولي الله. لا تخف اليوم ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي كنت توعد، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أبشر يا ولي الله، إنك سترى اليوم أمرًا لم تر مثله، فلا يَهُولَنَّك، فإنما يراد به غيرك، قال ثابت: فما عظيمة تغشى الناس يوم القيامة إلا وهي للمؤمن قرة عين بما هداه الله له في الدنيا، ولما كان يعمله. وروي عن سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت، قال: كان رجل من العباد يقول: إذا نمت ثم استيقظت ثم ذهبت أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني، قال جعفر : كنا نرى ثابتا يفني نفسه. وروي عن سيار، ثنا جعفر، قال: كنا نأتي فرقدًا السبخي ونحن شيبة فيعلمنا، فيقول: إن من ورائكم زمانا شديدا، شدوا الإزار على أنصاف البطون، وصغروا اللقم، وشدوا المضغ، ومصوا الماء، فإذا أكل أحدكم فلا يحلن من إزاره فتتسع أمعاؤه، وإذا جلس ليأكل فليقعد على إلييه وليلزق فخذيه ببطنه، وإذا فرغ فلا يقعد، وليجيء وليذهب، واحتفوا فإن من ورائكم زمانًا شديدا، قال: ودخلت على فرقد-وهو شيخ كبير - وبين يديه خل حامض وهو يقول باللقمة في جوفه ثم يأكل، فقلت: لم تفعل هذا يا أبا يعقوب؟ قال: ليقطع عني النكاح. وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا جعفر، قال: سمعت فرقدًا يقول في موعظته: اتخذوا الدنيا ظئرا، واتخذوا الآخرة أما ألم تروا إلى الصبي كيف يصرخ على ظئره، فإذا ترعرع و عقل رمى بنفسه على أبويه وترك ظئره، ألا وإن الآخرة أمكم.