التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم المتعبد المنفاق، المتوكَّل على المولى الرَّزاق، مُطْعِم القُرَّاء، ومعلم السُّفهاء، حبيب بن أبي ثابت، تواضع فارتفع، وتطاوع فانتفع».
مناقبه ومروياته:
روي عن أبي يحيى القتات، قال: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف، فكأنما قدم عليهم نبي.
وروي عن أبي سنان عن حبيب بن أبي ثابت، قال: من وضع جبينه الله تعالى فقد برئ من الكبر.
وروي عن أبي حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان يقال: ائتوا الله في بيته، فإنه لم يؤت مثله في بيته، ولا أحد أعرف بالحق من الله.
وروي عن علي بن سعيد قال : ثنا أبو عقيل الجمال، قال: سمعت خالد بن يزيد العربي عن كامل أبي العلاء، قال: أنفق حبيب بن أبي ثابت على القُرَّاء مائة ألف.
وروي عن إسماعيل بن سالم عن حبيب بن أبي ثابت، قال: إن من السُّنَّة إذا حدَّث الرجل القوم
أن يقبل عليهم جميعا، ولا يخص أحدًا دون أحد.
وروي عن أبي بكر بن عياش قال: رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجدًا، فلو رأيته قلت: ميت؛ يعني: من طول السجود.
وروي عن سفيان، قال: قال زبيد أحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في طعامي وشرابي، وقال حبيب بن أبي ثابت ما استقرضت من أحد شيئًا أحب إلي من نفسي، أقول لها: أمهلي حتى يجيء من حيث أحب.
وروي عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، قال: طلبنا هذا الأمر، وما نريد به -يعني: الحديث - ثم رزق الله النية بعد ذلك، يعني: في الحديث.
وروي عن أب] أسامة عن الفزاري عن أسلم المنقري عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان يعقوب علي قد كبر حتى رفع حاجباه بخرقة، فقيل له: ما بلغ بك ما أرى؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى إليه ربه أتشكوني؟ قال: يا رب. خطيئة أخطأتها؛ فاغفرها.
وروي عن عطاء بن مسلم عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، قال: قتل قتيل على عهد رسول الله الله فلم يعلم من قتله، فرفع ذلك إلى النبي ﷺ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ يُقْتَلُ قَتِيلٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ لَا يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ، لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَعَذَّبَهُمْ جَمِيعًا».