التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: حافظ الطرف واللسان، رابط القلب والجنان، حسان بن أبي سنان».
مناقبه ومروياته:
روي عن جعفر بن سليمان قال: سمعت جليسًا لوهب بن منبه يقول: رأيت النبي ﷺ فيما يرى النائم؛ فقلت: يا رسول الله أين الأبدال من أمتك؟ قال بيده قبل الشام؛ فقلت: يا رسول الله أما بالعراق منهم ا أحد، قال: بلى محمد بن واسع، وحسان بن أبي سنان، ومالك بن دينار.
وروي عن جعفر بن سليمان: أن رجلا رأى النبي ﷺ في المنام؛ فقال : لو أن حسانًا دعا أن يُحوّل جبل لحُوِّل.
وروي عن غسان بن المفضل، قال: ثنا شيخ لنا - يقال له: أبو حكيم - قال: خرج حسان يوم العيد فلما رجع قالت له امرأته كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها، فلما أكثرت قال: ويحك. ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.
وروي عن حماد بن زيد يقول: كنت إذا رأيت حسان بن أبي سنان كأنه أبدًا مريض قال أبو جعفر : فذكرت ذلك المخلد بن حسين، فقال: هكذا كان إذا رأيته كأنه أبدًا ناقه.
وروي عن عبد الله بن محمد الزراد، قال: خرج حسان إلى العيد، فقيل له لما رجع: يا أبا عبد الله
ما رأينا عيدًا أكثر نساء منه، قال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت.
وروي عن عبد الجبار بن النضر السلمي، قال: مر حسان بن أبي سنان بغرفة؛ فقال: مُذْ كم بنيت هذه؟ قال: ثم رجع إلى نفسه؛ فقال: وما عليك ، مُذ كم بُنيت، تسألين عما لا يعنيك؛ فعاقبها بصوم سنة.
وروي عن عمارة بن زاذان، قال: كان حسان يفتح باب حانوته فيضع الدواة، وينشر حسابه، ويرخي ستره، ثم يصلي، فإذا أحس بإنسان قد جاء يقبل على الحساب، يريه أنه كان في الحساب.
وروي عن سلام بن أبي مطيع قال قال حسان بن أبي سنان: لولا المساكين ما اتجرت.
وروي عن زهير بن نعيم البابي، قال: اجتمع يونس بن عبيد، وحسان بن أبي سنان؛ فقال يونس:
ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من الورع؛ فقال حسان لكن ما عالجت شيئًا أهون عليَّ منه، قال يونس: كيف؟ قال: تركت ما يريبني إلى ما لا يريبني؛ فاسترحت.
وروي عن عبد الله بن شوذب، قال: قال حسان: ما أيسر الورع إذا شككت في شيء فاتركه.
وروي عن ابن شوذب قال: كان حسان بن أبي سنان رجلا من تجار البصرة له شريك بالبصرة، وهو مقيم بالأهواز ، يجهز على شريكه بالبصرة، ثم يجتمعان رأس كل سنة فيقتسمان الربح فكان يأخذ قوته من ربحه، ويتصدق بما بقي، وكان صاحبه يبني دورًا ويتخذ أرضين؛ فقدم حسان البصرة قدمة ففرق ما أراد أن يفرق، فذكر له أهل بيت: لم تكن حاجتهم ظهرت، فقال: أما كنتم تخبرونا ، فاستقرض لهم ثلاث مائة درهم، وبعث بها إليهم.
وروي عن الوليد بن يسار، قال: جاءت امرأة عليها ثوب قد نفض من الصبغ، فسألت حسان بن أبي سنان؛ فقال لشريكه: هكذا، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، قال: فذهب شریکه یزن در همین قال: زن لها مائتين، فقالوا: يا أبا عبد الله كانت ترضى بذا. كذا وكذا من سائل فقال: إني ذهبت في شيء لم تذهبوا فيه، إني رأيت بها بقية من الشباب، وخشيت أن تحملها الحاجة على بعض ما يكره.
وروي عن عبد المؤمن بن عباد أبو عبد الله، قال: لقي حسان بن أبي سنان رجلا به زهو، وكان حسان رجل قال فسأله حسان مساءلة لطيفة، فقال له الرجل: تسأل مثل هذا هذه المساءلة حتى يظن في نفسه أنه شيء، قال: ما يدريك لعله يكون في هذا خصلة يحبها الله، وفيك خصلة يبغضها الله قال فقال: يا أبا عبد الله وما هذه الخصلة التي فيه يحبها الله ؟ وما الخصلة التي في يبغضها الله ؟ قال : لعله أن يكون حين رآك حدثته نفسه أنك خير منه، ولعلك حين رأيته حدَّثتك نفسك أنك خير منه.