التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الطاعن على الممتري الخارج على المفتري، سعيد بن فيروز أبو البختري، خرج مع القُرّاء على الحجاج المفتري، فقتل بدير الجماجم مع القراء يوم عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث».
مناقبه ومروياته:
روي عن ابن مضر، قال: خرج القُرّاء على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وفيهم
أبو البختري، وكان شعارهم يوم خرجوا يا ثارات الصلاة، قال: وقتل أبو البختري بدير الجماجم.
وروي عن عطاء بن السائب، قال: قال أبو البختري يوم دير الجماجم: إن مفر الناس أشد حدا من السيف، قال: فقاتل حتى قتل.
وروي عن مسعر عن أبي العنبس، قال: قال أبو البختري: لئن أكون في قوم أعلم مني أحب إليَّ من أن أكون في قوم أنا أعلمهم.
وروي عن عن سفيان، قال: كان أبو البختري يقول : وددت أن الله تعالى يطاع، وأني عبد مملوك.
وروي عن عن زيد بن جبير، قال: قال لي أبو البختري الطائي: لا تقل: والله حيث كان، فإنه بكل مكان.
وروي عن عمرو بن مرة عن أبي البختري : أن سلمان دعا رجلًا إلى طعام، فجاء مسكين فأخذ كسرة فناوله، فقال سلمان: ضعها من حيث أخذتها، فإنما دعوناك لتأكل، فما أغبنك أن يكون الأجر لغيرك، والوزر عليك.
وروي عن عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، قال: جاء رجل إلى سلمان، فقال: ما أحسن صنيع الناس اليوم، إني سافرت فوالله ما أنزل بأحد منهم إلا كأنما أنزل على ابن أبي، ثم قال: من حسن صنيعهم ولطفهم قال يا ابن أخي. ذلك طرفة الإيمان، ألم تر الدابة إذا حمل عليها حملها انطلقت به مسرع رعة، وإذا تطاول بها السير تلكأت.
وروي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: أخبر رجل عبد الله بن مسعود أن قوما يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول : كبروا الله كذا وكذا، سبحوا الله كذا وكذا، واحمدوا الله كذا وكذا قال عبد الله فيقولون قال: نعم، قال: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم، فأتاهم وعليه برنس له فجلس، فلما سمع ما يقولون قام، وكان رجلًا حديدا، فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره، لقد جئتم ببدعة ظلما، ولقد فضلتم أصحاب محمد له علما ، فقال معضد والله ما جئنا ببدعة ظلمًا، ولا فضلنا أصحاب محمد ﷺ علما، فقال عمرو بن عتبة : يا أبا عبد الرحمن نستغفر الله قال عليكم بالطريق فالزموه، فوالله ليس كمثله شيء، وكانوا يردُّون بها على المجسمة والحشوية الذين يحددون الوجود الإلهي في مكان، حتى إن هؤلاء قالوا: إن الله حدا، ثم ليفروا من هذا الباطل وقعوا في آخر؛ فقالوا: على ما يليق بجلاله أما هذه المقولة فاشتهرت بين العوام على عمومها، يقصد بها إثبات الإطلاق ونفي التقييد. لئن فعلتم لقد سبقتم سبقا بعيدًا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدًا.
وروي عن أبي الزعراء، قال: جاء المسيب بن نجية إلى عبد الله، فقال: إني تركت قومًا في المسجد؛ فذكر نحوه.
وروي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري، قال: أصاب سلمان جارية، فقال لها بالفارسية صل لا، قال: فاسجدي ،واحدة قالت لا قيل : يا أبا عبد الله، وما تغني عنها سجدة، قال: إنها لو صلت صلت، وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له.