التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: ذو الهم العازم، والخوف اللازم، سلمة بن دينار أبو حازم، كان للغوامض فاتقًا، وللعوارض رامقا، وبمعبوده عمن سواه واثقا. وقيل: إن التصوف وثوق بالمعبود، ومروق عن الصدود».
مناقبه ومروياته:
روي عن سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: ما رأيت أحدًا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.
وروي عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعر -يعني: أبا حازم.
وروي عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم أنه قال: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، فإنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره حتى لهو أشد اهتماما من صاحب الهم بهم نفسه.
وروي عن عبد الرحمن ابن جرير، قال: سمعت أبا حازم يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أمه الفتوح.
وروي عن محمد بن كثير ، ثنا بعض أهل الحجاز، قال: قال أبو حازم كل نعمة لا تُقرّب من الله عز وجل فهي بلية.
وروي عن سفيان، قال: قال أبو حازم: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدميه.
وروي عن عبد الرحمن بن معن عن أبي حازم، قال: يا بني. لا تقتدي بمن لا يخاف الله بظهر الغيب، ولا يعف عن العيب، ولا يصلح عند الشيب.
وروي عن إسماعيل بن داود، قال: سمعت أبا حازم يقول: لو نادى مناد من السماء: يأمن أهل الأرض من دخول النار لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف، ومعاينة ذلك اليوم.
وروي عن أحمد بن أبي الحواري، محمد، قال: قال أبو حازم الأعرج: يا أعرج. ينادى يوم القيامة: يا أهل خطيئة كذا وكذا فتقوم معهم، ثم ينادى يا أهل خطيئة أخرى، فيقوم معهم، فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة.
وروي عن حفص بن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم، قال: إنه ليس من يوم تطلع فيه الشمس إلا وهو يغدو على ابن آدم فيه علمه وهواه، ثم يتغالبان في صدره تغالب الزائدين فيوم يغلب علمه هواه فيوم غنم . غنمه يغلب هواه ويوم علمه فيوم جرم جرمه، قال: فإنك لتجد من عباد الله من يفتح علمه هواه كما يفتح إحدى الزائدين لصاحبتها التي تغضب للتي تحب.
وروي عن سفيان بن عيينة يقول: قال أبو حازم قاتل هواك أشد من تقاتل عدوك.
وروي عن محمد بن هانئ عن بعض أصحابه، قال: قال رجل لأبي حازم: إنك متشدد؛ فقال أبو حازم وما لي لا أتشدد، وقد ترصدني أربعة عشر عدوّا، أما أربعة: فشيطان يفتنني، ومؤمن يحسدني، وكافر يقتلني، ومنافق يبغضني، وأما العشرة؛ فمنها: الجوع، والعطش، والحر والبرد، والعرى، والهرم، والمرض، والفقر، والموت، والنار، ولا أطيقهن إلا بسلاح تام، ولا أجد لهن سلاحًا أفضل من التقوى.