التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنهم الوافد المواصل، العابد العامل، عبد الرحمن بن أبي نعم، واصل ليصل، وعامل ليقبل».
مناقبه ومروياته:
روي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: كنا نجمع مع عبد الرحمن بن أبي نعم، وهو يلبي بصوت حزين، ثم يأتي خراسان وأطراف الأرض، ثم يوافى مكة وهو محرم، وكان يفطر في الشهر مرتين، قال: فطلب إليه رجل من أصحابه يفطر عنده، فقال: اجمع لي لبنا حليبًا وسمنًا، قال: فشربه، فلما صار في بطنه تقعقعت أمعاؤه.
روي عن جرير عن مغيرة، قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يفطر في رمضان مرتين وكنا إذا قلنا له: كيف أنت يا أبا الحكم؟ قال: إن نكن أبرارًا فكرام أتقياء ، وإن نكن فجارًا فلئام أشقياء.
روي عن سالم بن أبي حفص، قال: كان ابن أبي نعم يُحْرِم من السَّنَة إلى السنة، وكان يقول في تلبيته:
لبيك لو كان رياء لاضمحل لبيك.
وروي عن ابن شبرمة، قال: كان ابن أبي نعم يُحرم من السَّنَة إلى السَّنَة، فآذاه القمل، فدعا ربه عز وجل، فوقعت كبة بين يديه.
وروي عن أبي بكر بن عياش عن مغيرة، قال: جاء ابن أبي نعم إلى الحجاج وهو يقتل في الجماجم، فقال: يا حجاج. لا تسرف في القتل، إنه كان منصورا، قال: والله لقد هممت أن أروى الأرض من دمك، قال: يا حجاج. ما في بطنها أكثر مما على ظهرها، فلم يقتله.
وروي عن ابن فضيل عن أبيه عن ابن أبي نعم أنه مر على خربة، فنادى مَنْ أخربك؟ فأجابه شيء منها: أخربني مخرب القرون الأولى.
وروي عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم، قال: كنت عند ابن عمر فسئل عن المحرم يقتل الذباب؛ فقال: يا أهل العراق. تسألوني عن المحرم يقتل الذباب وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ﷺ وقد قال رسول الله : «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا ».
وروي عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم، قال: كنت جالسا عند ابن عمر، وجاءه رجل يسأله عن دم البراغيث، فقال ابن عمر : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البراغيث، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله ﷺ وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا».
وروي عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم، قال: ثنا أبو سعيد الخدري، قال: قال النبي ﷺ: «الحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجُنَّةِ، إِلَّا ابْنَيِ الْحَالَةِ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا لفظ سليمان.
وروي عن إسماعيل بن زكرياء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ حَسَنُ وَحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجنَّةِ».
وروي عن عمارة بن، القعقاع، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري أن عليا بعث إلى النبي الا الله من اليمن بذهب في أديم مقروظ، لم تخلص من ترابها، فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة : الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة، أو عامر بن الطفيل؛ فقام رجل غائر العينين، منتشر المنخرين، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار؛ فقال يا محمد ،اعدل فوالله ما عدلت منذ اليوم، فقال رسول الله ﷺ: «أَلَا تَأْمَنُونِ، وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءَ» قالوا: يا رسول الله ألا نقتله ؟ قال : لا لعله يكون يصلّي، قالوا: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَشُقَّ عَلَى قُلُوبِ النَّاسِ فلما ولى، قال رسول الله ﷺ: «يَخْرُجُ مِنْ ضِنْضِي هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهُمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، ثم قال: «لَئِنْ بَقِيتُ لهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ».