التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله : ومنهم عروة بن رويم اللخمي».
مناقبه ومروياته:
روي عن أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السرى، ثنا وكيع، قالا: ثنا الأوزاعي عن عروة بن رويم اللخمي، قال: قال رسول الله ﷺ: «خِيَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَالَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَإِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا، وَشِرَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ وَخُذُوا بِهِ، وَإِنَّما تَهْمَتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَالشَّيَابِ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ».
وروي عن الوليد بن مسلم . عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن عروة، قال: لما احتضر موسى علي قالت له امرأته إني معك منذ أربعين سنة فمتعني من وجهك بنظرة، قال: وكان على وجه موسى البرقع لما غشى وجهه من نور العرش يوم تجلى ربه للجبل، فكان إذا كشف عن وجهه غشيت الأبصار، قال: فكشف لها عن وجهه فغشي بصرها، فقالت: سل الله أن يزوجنيك في الجنة، قال: إن أحببت ذلك فلا تتزوجي بعدي، ولا تأكلي إلا من رشح جبينك، قال: فكانت تبرقع بعده تتبع اللقاط، فإذا رآها الحصادون تحاطوا لها، فإذا أحست ذلك تركته.
وروي عن الوليد بن مسلم عن سعيد عن عبد العزيز عن عروة بن رويم قال: قالت الصفراء امرأة موسى: بأبي أنت وأمي أنا أيم منك منذ كلمك ربك، فكان موسى عليه السلام لا يأتي النساء منذ كلمه الله، وكان قد ألبس على وجهه حريرة أو برقعًا، فكان أحد لا ينظر إليه إلا مات، فكشف فأخذها عن وجهه من غشيته مثل شعاع الشمس، فوضعت يدها على وجهها وخرت لله ساجدة، فقالت: ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة، قال لها: ذلك إن لم تتزوجي بعدي، فإن المرأة لآخر أزواجها، قالت: فأوصني، قال: لا تسألي الناس شيئًا.
وروي عن الأوزاعي وأبو بكر الهذلي ومحمد بن الفضل عن سليمان الأعمش عن عروة عن خالد بن يزيد القرشي بي قال: كانت لي حاجة بالجزيرة فأتخذها طريقا مستخفيًا، قال: فبينا أنا أسير بين أظهرهم إذا بشمامسة ورهبان، وكان رجلا لبيبا لسنا ذا رأي، قال: فقلت لهم: ما جمعكم ها هنا؟ قالوا: إن لنا شيخًا سياحًا نلقاه في كل عام في مكاننا هذا مرة، فنعرض عليه ديننا، وننتهي فيه إلى رأيه قال: وكنت رجلا معنيا بالحديث، فقلت: لو دنوت من هذا، فلعلي أسمع منه شيئًا أنتفع به، قال: فدنوت منه، فلما نظر إليَّ، قال: ما أنت من هؤلاء، قلت: أجل، قال: من أمة أحمد؟ قلت: نعم، قال: من علمائهم أنت أو من جُهَّالهم؟ قلت لست من علمائهم ولا من جهالهم، قال: ألستم تزعمون في كتابكم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، ولا يبولون ولا يتغوطون؟ قال: قلت: نعم، قال: نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن لهذا مثلا في الدنيا، فما هو؟ قلت: مثل هذا الصبي في بطن أمه، يأتيه رزق الرحمن بكرة وعشيا، ولا يبول ولا يتغوط، قال: فتربد وجهه، وقال لي : ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟! قال: قلت: بلى، ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم ثم قال لي : ألستم تزعمون أنكم تأكلون وتشربون ولا ينقص مما في الجنة شيئًا؟ قال: نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن هذا مثلا في الدنيا، فما هو ؟ قلت: مثل رجل أعطاه الله علما وحكمة وعلمه كتابه، فلو اجتمع جميع من خلق الله فتعلموا منه ما نقص من علمه شيئًا، قال: فتربد وجهه قال: ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال: قلت: أجل ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم، فقال لي: ألستم تقولون في صلاتكم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؟ قال: قلت: بلى قال: فلهى عني، ثم أقبل على أصحابه، فقال: ما بسط لأحد من الأمم ما بسط لهؤلاء من الخير، إن أحدا من هؤلاء إذا قال في صلاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لم يبق عبد صالح في السماوات والأرض إلا كتب الله له به عشر حسنات، ثم قال لي: ألستم تستغفرون للمؤمنين والمؤمنات؟ قال: قلت بلى قال لأصحابه : إن أحد هؤلاء إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات، لم يبق عبد الله مؤمن في السماوات من الملائكة، ولا في الأرض من المؤمنين، ولا من
كان على عهد آدم أو من هو كائن إلى يوم القيامة إلا كتب الله له به عشر حسنات قال: ثم أقبل عليَّ، فقال لي: إن لهذا مثلا في الدنيا، فما هو ؟ قلت: كمثل رجل مر بملأ كثير كانوا أو قليل، فسلم عليهم فردوا عليه، أو دعا لهم فدعوا له، قال: فتربد وجهه، فقال: ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟..إلخ.