التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله: ومنهم المحتصن الحريز ، ذو الشبحى والأزيز، المولى عمر بن عبد العزيز، كان واحد أمته في الفضل، ونجيب عشيرته في العدل، جمع زهدًا وعفافا، وورعا وكفافًا، شغله أجل العيش عن عاجله وألهاه إقامة العدل عن عاذله، كان للرعية أمنًا وأمانًا، وعلى من خالفه حجة وبرهانا، كان مُفوَّها عليا، ومفهما حكيما. وقيل: إن التصوف الإعراض عن الدني، والإقبال على البهي، متواثبا للدنو، ومتعاليا للسمو».
مناقبه ومروياته:
روي عن عمرو بن قيس الملائي، قال: سئل محمد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز؛ فقال: أما علمت أن لكل قوم نجيبة، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
وروي عن عبيد الله بن عمر عن نافع، قال: كنت أسمع ابن عمر كثيرًا يقول: ليت شعري من هذا الذي في وجهه علامة من ولد عمر يملأ الأرض عدلا.
وروي عن وهب بن منبه: إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز.
وروي عن رباح بن عبيدة قال: خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة وشيخ متوكئ على يده، فقلت في نفسي: إن هذا الشيخ جاف، فلما صلى ودخل لحقته، فقلت: أصلح الله الأمير، من الشيخ الذي كان متكنّا على يدك؟ قال: يا رباح. رأيته؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك يا رباح إلا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أني سألي أمر هذه الأمة، وأني سأعدل فيها.
وروي عن حسن القصاب، قال: كنت أجلب الغنم في الخلافة عمر بن عبد العزيز فمررت براع أو في الغنمه نحوا مع ثلاثين دنيا فحسبتها كلابا ولم أكن رأيت الذئاب قبل ذلك فقلت: يا راع أمل ترجو بهذه الكلاب كلها، فقال: يا بني إنها ليست كلابا، إنما هي ذئاب فقلت: سبحان الله و ذئب في غنم لا تضرها، فقال: يا بني إذا صلح الرأس، فليس على الجسد بأس، وكان ذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز الان به سمه عبدالله الحبيبة.
وروي عن مالك دینار :قال لما استعمل عمري عبد العزيز على الناس، قال: رعاء الشاء من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس، قيل لهم: وما علمكم بذلك، قالوا: إنه إذا قام على الناس خليفة عدل كفت الذئاب عن شائنا .
وروي عن عثمان بن عبد الحميد، ثناء الوليد، قال: بلغنا أن رجلا كان ببعض خراسان قال: أتاني آت في المنام؛ فقال: إذا قام أشج بني مروان فانطلق فبايعه، فإنه إمام عدل، فجعلت أسأل كلما قام خليفة حتى قام عمر بن عبد العزيز، فأتاني ثلاث مرات في المنام، فلما كان آخر ذلك زبرني فأوعدني فرحلت إليه، فلما قدمت لقيته فحدثته الحديث، فقال: ما اسمك؟ ومن أين أنت؟ وأين منزلك؟ فقلت بخراسان قال: ومن أمير المكان الذي أنت به؟ ومن صديقك هناك وعدوك؟ فالطف المسألة، ثم حبسني أربعة أشهر، فشكوت إلى مزاحم - مولى عمر بن عبد العزيز -فقال: إنه كتب فيك، قال: فدعاني بعد اشهر، فقال: إني كتبت فيك فجاءني .ما أترابه من قبل صديقك وعده العالم وعدوك، فهلم فبايعني على السمع والطاعة والعدل، فإذا تركت ذلك، فليس عليك بيعة، قال: فبايعته، قال: أبك حاجة؟ فقلت: لا. أنا غني في المال، إنما اتيتك هذا، فودعته ومضيت.
وروي عن أبي الأعين، قال: كنت في صحن بيت المقدس مع خالد بن يزيد ابن معاوية إذ أقبل فتى شاب مسلم على خالد،فأقبل عليه خالد، فقال الفتى الحالة : هل علينا من عين؟ قال: فبدرت، فقلت: نعم، عليكما من الله عين سميعة بصيرة، فتر ورقت عينا الفتى، ونزع يده من خالد ثم ولى؛ فقلت لخالد: من هذا؟ قال: أما تعريف هذا؟ هذا عمر بن عبد العزيز أخو أمير المؤمنين، ولئن طال بك وجه خياة لتراه إمام هدى .
وروي عن ضمرة عن ابن شوذب، قال: قال الحسن: إن كان مهدي فعمر بن عبد العزيز، وإلا فلا مهدي إلا عيسى بن مريم علام.