التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الحافظ الرغاب الواعظ الرهاب، قتادة بن دعامة أبو الخطاب، كان عالما حافظا، وعاملا واعظا، وقد قيل: إن التصوف المراعاة والاحتفاظ والمعاناة والاتعاظ».
مناقبه ومروياته:
روي عن بكر بن عبد الله المزني، قال: من أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى قتادة، فما أدركنا الذي هو أحفظ منه.
وروي عن معمر ، قال: سمعت قتادة يقول: ما سمعت أذناي شيئًا قط إلا وعاه قلبي.
وروي عن همام عن قتادة، قال: قال لي سعيد بن المسيب: لم أر أحدًا أسأل عما يختلف فيه منك، قلت: إنما يسأل عن ذلك من يعقل.
وروي عن معمر عن قتادة: أنه أقام . عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثامن: ارتحل يا عمي، فقد أنزفتني.
وروي عن معمر قال قال قتادة تكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره، وما قلت لأحد قط أعد على.
وروي عن عبد الرزاق عن معمر قال: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت في المنام كأن حمامة
التقمت لؤلؤة، فقذفتها سواء، فقال : ذاك قتادة ما رأيت أحفظ من قتادة.
وروي عن أبي هلال عن مطر، قال: كان قتادة فارس العلم.
وروي عن عبد الرزاق عن معمر قال: قال قتادة لسعيد: خذ المصحف فامسك عليَّ، قال: فقرأ سورة البقرة، فما أسقط منها واوا ولا ألفًا ولا حرفًا؛ فقال: يا أبا النضر أحكمت، قال: نعم، قال: لأنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة، وإنما قدمت عليه مرة واحدة.
وروي عن مطر، قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافًا، وكان إذا سمع الحديث أخذه العويل والزويل حتى يحفظه.
وروي عن عاصم الأحول، قال: جلست إلى قتادة؛ فذكر عمرو بن عبيد، فوقع فيه ونال منه، فقلت له: أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض، فقال: يا أحيول ألا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة، فينبغي لها أن تذكر حتى يحذر.
وروي عن خالد بن خداش قال: ثنا أبو عوانة، قال: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت برأيي منذ ثلاثين سنة.
وروي عن مطر، قال: كان قتادة عبد العلم، وما زال قتادة متعلما حتى مات.
وروي عن معمر عن قتادة، قال: يستحب أن لا تقرأ أحاديث رسول الله ﷺ إلا على طهارة.
حدثنا محمد بن
وروي عن شيبان عن قتادة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَخشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَلُوا﴾ [فاطر: ۲۸]
قال: كان يقال: كفى بالرهبة علمًا.
وروي عن شيبان عن قتادة في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: ١٠]، قال قتادة والحسن: لا يقبل قول إلا بعمل، فمن أحسن العمل قبل الله قوله.
وروي عن حجاج الأسود القسملي زق العسل، قال: سمعت قتادة يقول: ابن آدم إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط، فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل أميل، ولكن المؤمن هو المتحامل، والمؤمن المتقوي، وأن المؤمنين هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار، وما زال المؤمنون يقولون: ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب لهم.
وروي عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة قال: يا ابن آدم لا تعتبر الناس بأموالهم ولا ولا أولادهم، ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصالح، إذا رأيت عبدا صالحا يعمل فيما بينه وبين الله خيرا، ففي ذلك فسارع وفي ذلك فنافس ما أستطعت إليه قوة ولا قوة إلا بالله، وقال قتادة: إن الذنب الصغير يجتمع إلى غيره مثله على صاحبه حتى يهلكه، ولعمري إنا لنعلم أن أهيبكم للصغير من الذنب أورعكم عن الكبير، وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَقٍ﴾ [البقرة: ۲۰۰]، هذا عبد نوى الدنيا، لها أنفق، ولها شخص، ولها ،نصب، ولها عمل، ولها همة ونية وسدمة وطلبة، ومنهم من يقول: ﴿رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ [البقرة: ۲۰۱] هذا عبد نوى الآخرة، ولها شخص، ولها أنفق، ولها عمل، ولها نصب، وكانت الآخرة همه وسدمه وطلبته ونيته، وقد علم الله تعالى أنه سيزل زالون من الناس، فتقدم في ذلك وأوعد فيه لكي تكون الحجة الله على خلقه.