التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى ورضي الله عنه : ذكر جماعة من تابعي التابعين من أهل الكوفة، والمعدودين فيهم؛ فمنهم كرز بن وبرة الحارثي، كان يسكن جرجان، كوفي الأصل له الصيت البليغ والمكان الرفيع في النسك ،والتعبد، كما كان يغلب عليه المؤانسة والمشاهدات، فيشهده شتى الملاطفات، ويؤنسه خفي المخاطبات. وقيل: إن التصوف النزوح باستيناس، والتنوح من الاستيحاش».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه قال: دخلت على كرز بن وبرة ،بيته فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبنا، وبسط عليها كساء من طول القيام، فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات.
وروي عن علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، قال: كان كرز يختم القرآن في كل يوم وليلة ثلاث ختمات.
وروي عن ابن عيينة يقول: قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه اسمه الأعظم على أن لا يسأل به شيئًا من الدنيا، فأعطاه الله ذلك، فسأل: أن يقوى حتى يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث ختمات .
وروي عن سفيان عن ابن شبرمة، قال: صحبت كرزًا في سفر، وكان إذا مر يبقعة نظيفة نزل فصلّى.
وروي عن أبي داود الجفري، قال: دخلت على كرز بن وبرة بيته، فإذا هو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي مغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أحدثته.
وروي عن الحارث بن مسلم عن ابن المبارك عن كرز بن وبرة قال: عجزت عن حزبي، وما أراه إلا بذنب، وما أدري ما هو ؟
وروي عن محمد بن الفضيل بن غزوان عن أبيه، قال: كان لكرز عود عند المحراب يعتمد عليه إذا نعس.
وروي عن محمد بن فضيل بن غزوان، حدثني أبي: أن كرز بن وبرة الحارثي دخل على ابن شبرمة يعوده وهو مبرسم، فتفل في أذنه فبرئ.
وروي عن محمد بن فضيل عن أبيه أو عن نفسه، قال: كان كرز إذا خرج أمر بالمعروف، فيضربونه حتى يغشى عليه.
وروي عن أبي طيبة الجرجاني، قال: قلنا لكرز بن وبرة: ما الذي يبغضه البر والفاجر ؟ قال : العبد يكون من أهل الآخرة ثم يرجع إلى الدنيا.
وروي عن خلف بن تميم قال: سمعت أبي يذكر، قال: قدم علينا كرز بن وبرة الحارثي من جرجان، فانجفل إليه قراء الكوفة، فكنت فيمن أتاه، وما سمعت منه إلا كلمتين، قال: صلوا على نبيكم فإن صلاتكم تعرض عليه، قال: وقال: اللهم اختم لنا بخير، وما رأيت في هذه الأمة أعبد من كرز، كان لا يفتر، يصلي في المحمل، فإذا نزل من المحمل افتتح الصلاة.