التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: البكاء الموجد، يزيد بن مرثد».
مناقبه ومروياته:
روي عن الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال قلت ليزيد بن مرثد مالي أرى عينك لا تجف قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، قال يا أخي. إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حرياً أن لا تجف لي عين قال فقلت له فهكذا أنت في خلواتك؟ قال: وما مسألتك عنه ؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، فقال: والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني وبين ما أريد، وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله، حتى تبكي امرأتي، ويبكي صبياننا، ما يدرون ما أبكانا، ولربما أضجر ذلك امرأتي، فتقول: يا ويحها ما خصصت به من طول الحزن معك في الحياة الدنيا، ما تقر لي معك عين.
وروي عن حاتم بن شفي أبي فروة الهمداني، قال: سمعت يزيد بن مرثد يقول: كان بكاء بني إسرائيل يقول: اللهم لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك، ولا تؤاخذني بتقصيري عن رضاك، عظيم خطيئتي فاغفر لي، ويسير عملي فتقبل، كما شئت تكن مسألتك، وإذا عزمت تمضي عزمك، فلا الذي أحسن استغنى عنك ولا عن عونك، ولا الذي أساء غلبك، ولا الذي استبد بشيء يخرج به من قدرتك، فكيف لي بالنجاة ولا توجد إلا من قبلك، إله الأنبياء، وولي الأتقياء، وبديع مرتبة الكرامة، جديد لا تبلى، حفيظ لا تنسى، دائم لا تبيد، حي لا تموت، يقظان لا تنام بك عرفتك، وبك اهتديت إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت، تباركت وتعاليت.
وروي عن عطاء عن يزيد بن مرثد أن أبا الدرداء قال لمعاوية والذي نفسي بيده لا تنقصون من
أرزاق الناس شيئًا إلا نقص من الأرض مثله.
وروي عن سويد بن عبد العزيز عن الوضين بن عطاء، قال: أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد فبلغ ذلك يزيد بن مرثد فلبس فروة قد قلبه، فجعل الجلد على ظهره، والصوف خارجا، وأخذ بيده رغيفا وعرقا، وخرج بلا رداء ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف، وجعل يمشي في الأسواق ويأكل الخبز واللحم، فقيل للوليد: إن يزيد بن مرثد قد اختلط، وأخبر بما فعله فتركه.
وروي عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءٌ، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةٌ عَلَى الدِّينِ فَلَا تَأْخُذُوهُ، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ، يَمْنَعُكُمْ الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ، أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ».