التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم العابد المتواضع، الخاضع المتوادع حذيفة بن قتادة المرعشي صع ، سفيان الثوري وسمع منه».
مناقبه ومروياته:
روي عن إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء يقول: قال حذيفة المرعشي القلوب قلبان قلب ملح في مسألة، وقلب يتوقع ساعته، فحدثت به أبا سليمان؛ فقال: كل قلب يتوقع متى قرع الباب يجيئه إنسان فيعطيه فذاك قلب فاسد.
وروي عن عبد الله بن محمد، حدثني سلمة، ثنا سهل بن عاصم عن أبي يزيد الرقي، قال: قال حذيفة بن قتادة : قيل لرجل: كيف تصنع في شهوتك؟ قال: ما في الأرض نفس أبغض إليَّ منها؛ فكيف أعطيها شهوتها ؟
وروي عن أبي يعلى الحسين بن محمد الزبيري، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا عبد خبيق، قـ قال: قال حذيفة المرعشي : لو جاءني رجل؛ فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة، ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب، لقلت له يا هذا لا تكفر عن يمينك، فإنك لا تحنث.
وروي عن عبد الله بن خبيق، سمعت يوسف بن أسباط، سمعت حذيفة بن قتادة المرعشي يقول: لو أحببت من يبغضني على حقيقة في الله لأوجبت على نفسي حبه.
وروي عن أحمد بن الحسن بن عبد الملك، سمعت أبا عمران موسى بن عبد الله الطرسوسي، سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن أسباط: أما بعد فإن من قرأ القرآن فآثر الدنيا على الآخرة، فقد اتخذ القرآن هزوا، ومن كانت النوافل أحب إليه من ترك الدنيا لم آمن أن يكون محروما، والحسنات أضر علينا من السيئة، والسلام.
وروي عن عبد الله بن خبيق، قال: قال حذيفة: إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك، وقال لي حذيفة: لو نزل علي ملك من السماء يخبرني أني لا أرى النار بعيني وأني أصير إلى الجنة إلا أني أقف بين يدي ربي تعالى يسائلني ثم أصير إلى الجنة؛ لقلت: لا أريد الجنة، ولا أقف ذلك الموقف، ثم قال: إن عبدا يعمل على خوف لعبد سوء، وإن عبدا يعمل على رجاء لعبد سوء، كلاهما عندي سواء.
وروي عن عبد الله بن خبيق، قال: قال لي حذيفة: إنك ربما أصبت الحكمة فوق مزبلة، فإذا أصبتها فخذها ، فحدثت به ابن أبي الدرداء؛ فقال: صدق، نحن مزابل وهو عندنا ذا حكمة، وقال حذيفة: كان ينبغي للرجل لو خُيّر بين أن يضرب عنقه وبين أن يزوج امرأة في العسة لاختار ضرب العنق على تزويج امرأة في العسة.
وروي عن محمد بن أحمد بن الوليد، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا يوسف بن أسباط، قال: قال لي حذيفة المرعشي ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه.
وروي عبد الله بن خبيق، قال: قال لي ابن أبي الدرداء رأيت حذيفة المرعشي عند جعفر يقول له: يا عبد الله. ليس ينبغي للمؤمن أن يشغله عن الله شيء، لا فقر ولا غنى ولا صحة ولا مرض؛ فقال له حذيفة: كنت لا تكون هاهنا حيلتان قال ما هما؟ قال: لا تقاتل الله في السراء، ولا تأكل سدسًا، وقال حذيفة: إن من الكلام ما الصبر على استماعه أشد على من ضرب السياط.
وروي عن عبد الله بن خبيق، ثنا يوسف بن أسباط، قال: قال لي حذيفة المرعشي كان يقال: إذا رأيتم الرجل قد جلس وحده فانظروا إلى أي شيء جلس، فإن كان جلس ليجلس إليه فلا يُجلس إليه، وقال حذيفة: لئن أدع الله كذبة أحب إلي من أن أحج حجة.
وروي عن الحسن بن محمد ثنا محمد بن المسيب، ثنا عبد الله بن خبيق، قال: قال حذيفة المرعشي: إن لم تكن خائفًا أن يعذبك الله على فضول عملك كنت هالگا، قال حذيفة: إياكم والفجار والسفهاء، فأما إنكم إذا قبلتموها أنكم قد رضيتم فعلهم، وقال حذيفة: إذا سمع الرجل كلاما أو علما فلم يعمل به فهو ذنب.
وروي عن عبدالله بن خبيق، حدثني أبو الفيض عن عبد الله بن عيسى الرقي، قال: قال لي حذيفة هل لك أن تجمع لك الخير كله في حرفين؟ قلت في نفسي: تراه فاعلا؟ قال: قلت: ومن لي بذلك؟ قال: مداراة الخير من حله، وإخلاص العمل الله حسبك.
وروي عن موسى بن العلاء، قال: قال لي حذيفة يا موسى ثلاث خصال إن كن فيك لم ينزل من السماء خير إلا كان لك فيه نصيب يكون عملك الله، وتحب للناس ما تحب لنفسك، وهذه الكسرة تحر فيها ما قدرت.
وروي عن أبي الحسين علي بن الحسن ابن علي البغدادي سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول : قال رجل أتينا على ابن بكارة فقلنا له: حذيفة المرعشي يُقرئ عليك السلام، قال: وعليه إني لأعرفه بأكل الحلال منذ ثلاثين سنة، ولن ألقى الشيطان عيانًا أحب إليَّ من أن ألقاه قلت له في ذلك، قال: إني أخاف أن أتصنع له، فأتزين لغير الله، فأسقط من عين الله.