مرقد السيدة عائشة بنت جعفر بالقاهرة:
من شهيرات أهل البيت بمصر السيدة عائشة؛ لانفرادها في القاهرة باسمها؛ فهى السيدة عائشة بنت جعفر الصادق أخت اسحاق المؤتمن زوج السيدة نفيسة، وأمير المدينة المنورة رضى الله عنه، وأخت الإمام موسى الكاظم، متفق على دخولها مصر مع إدريس بن عبد الله المحض، بعد موقعة (فخ) التي استشهد بها جماعة من أهل البيت بالعراق.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها زوجًا لأمير المدينة أيضًا، عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وتوفيت بمصر عام 145هـ، كما جاء في «مشاهد الصفا»، و«تحفة الاحباب»، وقد أكَّد أحمد زكي باشا وجودها في مقرها هذا بمصر، ولا التفات إلى من يقول: إنَّها جاءت إلى مصر طفلة وتوفيت وهي طفلة، فهذا جهل كبير وخلط وتغرير، أو حقد سلفي مغير.
ومشهدها معروف بميدان القلعة في طريق الإمام الشافعي، وكانت كبقية العترة عابدة مجاهدة من أهل الله، يؤثَر عنها من الكرامات والمناقب شيء كبير، وقبرها مقصود يُدْعَى الله تعالى فيه، ويتوسل بها إليه، جَدَّدَهُ عبد الرحمن كَتْخُدَا بعد تجديد صلاح الدين له، ثم جددته الدولة في عصرنا تجديدًا شاملًا رائعًا، ونقلت له أحجار مسجد (أولاد عنان)، الذي بني مكانه الآن (مسجد الفتح) بميدان محطة مصر المشهور بـ (ميدان رمسيس).
كما نقلت الدولة إلى مسجدها الجديد المقصورة النحاسية التي كانت على قبر السيدة زينب بنت علي قبل إهداء المقصورة الفضية الموجودة الآن على مقامها ، فأصبح المسجد والمرقد عظيمَيْنِ لائقين بمقامها الشريف، فهي ابنة أمير وأخت أمير وزوج أمير رضي الله عنها.
(من كتاب : مراقد أهل البيت في القاهرة - السيد الرائد محمد زكي إبراهيم)