الفصل الثامن
اشتمَلَ مجلسُ المولوِيَّةِ على الأدْعِيَةِ الشريفة لهم ولفقرائهم ولكل من حضر عندهم بالخصوص والعموم والدعاء للسلطان بالحفظِ والعناية والنصر والتوفيق، ولأكابر الدولة ولعساكر المسلمين ولبعض أكابر هذه البلاد ولقاضيها وحاكمها ولجميع المسلمين والمؤمنين، وهذا أمرٌ من أكبرِ الطاعات وأفضل القربات والمثوبات، وإنَّمَا الأعمال بالنيات قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة وملك عند رأسه يقول آمين ولك بمثله» [رواه أبو بكر في كتاب «الغيلانيات» عن أم كرز].
وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرءِ لأخيه بظهر الغيب» [رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما].
وفي رواية قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلـم: «دعاءُ المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك موكَّل به كُلَّمَا دَعَا لأخيهِ بخير قال الملك آمين ولك بمثل ذلك» [رواه الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي الدرداء].
وفي روايَةٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد» [رواه البزار عن عمران بن حصين]، خصوصًا إذا كان ذلك الغير قد أحسن إلى الداعي كما يقع من كثير من الأكابر في دمشق الشام وغيرها أنهم يُحْسِنُونَ إلى فُقَرَاءِ المَوْلَوِيَّةِ بنوع من الإحسان فيدعون لهم، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلـم: «دعاء المحسَنِ إليه للمحسِن لا يرد» [رواه الديلمي في «مسند الفردوس» عن ابن عمر رضي الله عنهما].
وكل هذه الأحاديث في «الجامع الصغير» للأسيوطي، فلو نسب الفسقَ أحدٌ إلى من يحضر في مجلسٍ مشتَمِلٍ على الأدْعِيَةِ المذكورة فهو كافِرٌ بالله تعالى؛ حيث جعل الدعاء الذي هو مُخُّ العبادة فِسْقًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء مخ العبادة» [رواه الترمذي عن أنس بن مالك }]، وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء هو العبادة» [رواه أحمد ابن حنبل وابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبَّان والحاكم عن النعمان بن بشير] وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء مفتاح الرحمة والوضوء مفتاح الصلاة والصلاة مفتاح الجنة» [رواه الديلمي في «مسند الفردوس» عن ابن عباس]، وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء سلاح مؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض» [رواه ابن أبي يعلى والحاكم عن علي }]، وفي رواية قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلـم: «الدُّعَاءُ يرد القضاءَ وإن البر يزيد في الرزق وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبُه» [رواه الحاكم عن ثوبان] وفي رِوَايَةٍ قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء جند من أجناد الله مجند يرد القضاء بعد أن يبرم» [رواه ابن عساكر عن نمير ابن أوس مرسلًا]، وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء ينفع ممَّا نزل وممَا ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء» [رواه الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما]، وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «الدعاء يرد البلاء» [رواه الشيخ في «الثواب» عن أبي هريرة }]، وكل هذه الأحاديث في «الجامع الصغير» للأسيوطي.
فانظر يا أيها المنصف فضيلةَ الدُّعَاءِ، وادع الله تعالى لك ولغيرك على كل حال واحترِمِ المجلسَ الذي يكون فيه، وَاسْعَ إليه لتحظَى منه بالبركة والخير.