الفصل التاسع
اشتمل مجلس المولوية على مدائحَ وأثنية تذكر للأولياء المتقدمين والمتأخرين والترحُّم عليهم والترضِّي عنهم وذكر أسمائهم وألقابهم وإِهداء القراءة إليهم، خصوصًا ذكر المولَى المعظَّم سلطان العلماء حضرة جلال الدين الرومي صاحب «المثنوي» قدس الله تعالى سره وروحه ونوَّر ضريحه، وذكر شيخه العارف الكامل المحقق شمس الدين التبريزي وغيرهما أيضًا ممَّن تُذْكَرُ أسماؤهم، ولا سيما ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومدحهم، وذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلـم، ومدحهم ومدحه بأشرف الخصال المحمودة، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلـم: «ذكرُ الأنبياء من العبادة وذكر الصالحين كفارة وذكر الموت صدقة وذكر القبر يقربكم من الجنة» [رواه الديلمي في «مسند الفردوس» عن معاذ }] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «ذكر علي عباده» [رواه الديلمي في «مسند الفردوس» عن عائشة رضي الله عنها] فمن عاب على مجلس فيه ذكر الأنبياء والأولياء والصالحين والثناء عليهم ووصفهم بأكمل الأوصاف، ونسب الفسق إلى من حضر فيه من الناس؛ فهو كافر بالله تعالى لأنه سمى الطاعة معصية.