هو التوجه الكلى في طلب الحق قولاً وفعلاً وحالاً وسماً وعزيمة فلا تأخذه في الله لومة لائم فمنهم من يكون صدقه في الأقوال فلا يقدر على الكذب بحال ولا يكذب أحد فيما يقول ومنهم من يكون صدقه في الأفعال لله فيكون مجداً في طلب الله بصحة التجريد والانخلاع والإطراح وترك الرياسة واستعمال إحكام الطريق على القانون المطلوب ومنهم من يكون صدقه في الأحوال فتكون أحواله الهيبة وهذا الرجل هو الواقف مع الشؤون الذاتية ومنهم من يكون دائم الملاحظة لهمه بالله تعالى ومنهم من يكون صدقه في العزائم فيركب الأهوال في طلب الله تعالى ويبلغ في الاجتهاد غاية الإمكان وهذا الرجل هو الصادق قولاً وفعلاً وحالاً فلا يصح جمع أنواع الصدق من كل وجوهه إلا لهذا.