هى رجوع العبد إلى الله تعالى وهى مقام فمنهم من يكون أنابته من رجوعه من المعاصي إلى الطاعات وهذا للعوام ومنهم من تكون أنابته رجوعه من الأسباب إلى المسبب فلا يقف معها وهذا نهاية مرقى المتنسكين ومنهم من تكون أنابته رجوعه من الاشتغال من الأركان في العبادة إلى الاشتغال بالمعبود فيها وهو من السالكين ومنهم من تكون أنابته رجوعه من رؤيا عمل نفسه إلى شهود فعل الله به في جميع حركاته وسكناته ومنهم من تكون أنابته رجوعه من الاشتغال بتهذيب أخلاق نفسه إلى الاشتغال بشهود ما لله تعالى من الكبرياء والجلال والجمال ومنهم من تكون أنابته رجوعه من التفرقة مطلقاً إلى الجمع مطلقاً وهم أنواع فمنهم من يرجع من شهود الخلق إلى شهود الحق مجملاً ومنهم من يرجع تفصيلاً والذين يرجعون إلى شهود الحق تفصيلاً على مراتب فمنهم من يرجع من مطلق الأجمال (التوحيد) إلى شهود تجليات الأفعال ومنهم من يرجع من شهود تجليات الأفعال إلى شهود تجليات الصفات ومنهم من يرجع من شهود تجليات الصفات إلى شهود تجليات الذات ومنهم من يرجع عن الاحتجاب عن الأسماء والصفات إلى شهود الذات والصفات معاً ومنهم من يرجع من شهود الجمال إلى شهود الجلال ومنهم من يرجع من معرفته للذات بالأسماء والصفات إلى معرفته للأسماء والصفات بالذات ومنهم من يرجع من معرفته لله إلى معرفة الله لنفسه فإن كان رجوعه هذا في عروجه وتدانيه فهو في البداية وهو من أهل تجليات الأسماء والصفات وإن كان رجوعه هذا في تدليه ونزوله فهو من أهل النهاية ممحوق عن ترهات خليقته حالاً وشهوداً ذوقاً ووجوداً.