قال الشيخ محمد عبده في رسالة «التوحيد» عن أهل الله من الصوفية ما نصه:
«أما أرباب النفوس العالية والعقول السامية من العرفاء ( يعني الصوفيين الصادقين) ممن لم تدن مراتبهم من مراتب الأنبياء، ولكنهم رضوا أن يكونوا لهم أولياء وعلى شرعهم ودعوتهم أمناء: فكثير منهم نال حظه من الأنس بما يقارب تلك الحال في النوع أو الجنس، لهم مشارفة في بعض أحوالهم على شيء من عالم الغيب، ولهم مشاهد صحيحة في عالم المثال، لا تنكر عليهم، لتحقق حقائقها في الواقع، فهم لذلك لا يستبعدون شيئا مما يحدث به عن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ومن ذاق عرف ومن حرم انحرف ودليل صحته ما يتحدثون به ومنه ظهور الأثر الصالح منهم، وسلامة أعمالهم مما يخالف شرائع أنبيائهم، وطهارة فطرهم مما ينكره العقل الصحيح، أو يمجه الذوق السليم.
قلنا: ويدعمه ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد كان فيمن قبلكم محدثون، فإن يكن منكم أحد فُعَمر».
أو كما قال.