(فصل) ومنها حديث عمر -رضي اللّٰه عنه- في سؤال جبريل -عليه السلام- عن الإحسان، قال رسول اللّٰه -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم-: «أَنْ تَعْبُدَ اللّٰهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (أخرجه الشيخان)([1]).
قال الهروي في (منازل السائرين): هذا الحديث إشارة جامعة لمذهب هذه الطائفة.
قال شارحه: لأن أصل هذه الطريق الخاصة كمال المعرفة ودوام المراقبة للحق سبحانه في الحركات والسكنات، بل في الأنفاس واللحظات، حتى يستولي سلطان الحق على القلوب، فيضمحل ما تعلقت به أو سكنت إليه من الأحوال والخطوب.
([1]) كذا قال المؤلف، مع أن الحديث لم يخرِّجه إلا مسلم، وقد وافقه البخاري علىٰ روايته من حديث أبي هريرة، ورواه البخاري في خلق أفعال العباد، والبزَّار عن أنس بإسناده حسَّنه الحافظ، ورواه أحمد عن ابن عباس وأبي عامر الأشعري بإسناد حسن، ورواه الطبراني بإسناد رجاله موثقون عن ابن عمر، وأبو عوانة في صحيحه عن جرير بن عبد اللّٰه البجلي، وفيه خالد بن يزيد العمري، قال الحافظ: لا يصلح للصحيح.