قال ابن الصلاح: ولي في لبس الخرقة إسناد عال جدًا: ألبسني الخرقة أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أخذت الخرقة من أبي الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري قال: أخذت الخرقة من جدي أبي القاسم، وهو أخذها من أبي علي الدقاق، وهو أخذها من أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن حمويه النصرأباذي، هو أخذها من أبي بكر دلف بن جحدر الشبلي، وهو أخذها من الجنيد، وهو أخذها من السري السقطي، هو أخذها من معروف الكرخي، وهو أخذها من داود الطائي، وهو أخذها من حبيب العجمي، هو أخذها من الحسن البصري، وهو أخذها من علي بن أبي طالب، وهو أخذها من النبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم-.
قال ابن الصلاح: وليس بقادح فيما أوردناه كون لبس الخرقة ليس متصلاً إلى منتهاه على شرط أصحاب الحديث([1]) في الأسانيد، فإن المراد ما يحصل البركة والفائدة باتصالها بجماعة من السادة الصالحين.
(فصل) قال يحيى بن عمار التيمي السجستاني: (العلوم خمسة: علم هو حياة الدين، وهو علم التوحيد. وعلم هو قوت الدين، وهو علم العظة والذكر. وعلم هو دواء الدين، وهو الفقه. وعلم هو داء الدين، وهو أخبار فتن السلف. وعلم هو هلاك الدين، وهو علم الكلام). انتهى.
(إثبات سماع الحسن من علي بالسند الصحيح)
([1]) هذا علىٰ ما رآه تبعًا للبخاري وابن معين من عدم ثبوت سماع الحسن من علي ونحوه قول ابن الجزري وقد ساق سنده بلبس الخرقة من طريق الحسن كذا وصلت لنا خرقة التصوف من طريق القوم وأهل الحديث لا يثبتون للحسن سماعًا من علي مع أنه عاصره بلاشك وثبت أنه رآه وأنه ولد في خلافة عمر، وصح أنه سمع خطبة عثمان أهـ. ورأت طائفة منهم الحافظ ضياء الدين المقدسي صحة سماع الحسن من علي لتصريحه به فيما رواه أبويعلى قال: أنا جويرية بن أشرس أنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي سمعت الحسن يقول: سمعت عليًا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره» قال محمد بن الحسن الصريفيني هذا نص صريح في سماع الحسن من علي ورجاله ثقات، جويرية وثقه ابن حبان وعقبه وثقه أحمد وابن معين أهـ. وأخرج المزي من طريق أبي نعيم بإسناده إلىٰ يونس بن عبيد قال: قلت للحسن إنك تقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تدركه؟ قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى -وكان في زمن الحجاج- كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عن عليّ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليًّا).