[50]
سيدي عبد الوهاب العفيفي([1])
(...- 1172)
الشيخ الإمام المعمر القطب، أحد مشايخ الطريق، وعين أعيان هذا الفريق، صاحب الكرامات الظاهرة، والأسرار الباهرة، سيدي عبد الوهاب بن عبد السلام بن أحمد بن حجازي العفيفي المرزوقي الشاذلي.
أقبل رضى الله عنه من صغره على العبادة، وقطن بالقاعة، بالقرب من الأزهر، وحضر دروس مشايخ أهل عصره، وأجازوه، وتلقى الطريقة الشاذلية عن مولاي أحمد التهامي حين ورد إلى مصر.
وكان رضى الله عنه يحب العزلة، والتقشف في الملابس، ومكث رضى الله عنه مدة حياته لا يأكل إلا العيش اليابس مع الدقَّة، وكانت الأمراء تأتي لزيارته، ويفر منهم، وكل من دخل عنده يقدم له ما تيسر من الزاد الذي عنده.
توفي اثني عشر صفر سنة اثنتين وسبعين ومئة وألف، ودفن بجوار سيدي عبد الله المنوفي.
ولما نزل السيل العظيم، عام ثمانية وسبعين، ووصل إلى القرافة، وهدم بعض القبور، وهدم قبره من شدة السيل، اجتمع أولاده وأصحابه، ونقلوه بالعلوة يمين القبر الذي كان فيه، وبنوا على قبره قبةً، وعملوا له ضريحًا وصيروه مزارًا عظيمًا، وأنشأوا بجانبه مسجدًا كبيرًا، وقصرًا عاليًا مشيدًا، وقد جدد هذا القصر مجدد المزارات عبد الرحمن كتخدا.
ومقامه بمصر مشهور بين الطائفة العفيفية الشاذلية، وسائر الأمة الإسلامية. نفع الله به. آمين.