وليُّ الله العارف، أحد المجاذيب الصادقين، الأستاذ الشيخ أحمد بن حسن العريان الشهير بالبديري.
كان رضى الله عنه من أرباب الأحوال والكرامات، وكان أول أمره الصحو، ثم غلب عليه السُّكر، فأدركه المحو.
وكان له في بدايته أمور غريبة، وكان كل زائر يدخل عليه يضربه بجريدة كانت في يده.
وكان يحج، ويزور كل عام، ويذهب إلى موالد الأولياء.
وكان رضى الله عنه أُمِّيًّا، وإذا قرأ قارئٌ بين يديه، وحصل له غلط، يقول له: قف، فإنك غلطت.
وكان رضى الله عنه يلبس جبة صوف، وعمامه صوف حمراء، يعتم بها على لبدةٍ([1]) من صوف، ويركب بغلةً سريعة العدو.
وكان شهير الذكر، تعتقده الخاصة والعامة، وتأتي الأمراء والأعيان لزيارته، ويعطونه دراهم كثيرة، ينفقها على الفقراء المجتمعين حوله.
وأنشأ مسجده جامع الزاهد، بجوار داره بخطِّ المقسم، وبنى بجواره سبيلًا، وتحته صهريجًا([2])، وعمل مكتبًا لقراءة القرآن، وعمل لنفسه مدفنًا ولعائلته وأقاربه وأتباعه.
وكان ممَّن اتَّحد به الشيخ العروسي، وصار لا يفارقه سفرًا ولا حضرًا، حتى أشرقت عليه أنواره.
توفي رضى الله عنه سنة أربع وثمانين ومئة وألف، ودفن بمسجده المذكور، ومقامه مشهور يزار رضى الله عنه، اللهم أمتنا على حبهم. آمين.