التعريف به:
هو أحد أصحاب سيدنا رسول الله O وأهل الصفة قال عنه أبو نعيم: «وأبو ثعلبة الخشني من عُبَّاد الصحابة له في جملة أهل الصفة ذكر ومدخل».
أيامه في الإسلام ومروياته:
روي عن أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: يا أبا .ثعلبة. كيف تقول في هذه الآية؟ فقال: أما والله لقد سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله ؛ فقال: «بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًا مُطَاعًا، وَهَوَى مُتَبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةٌ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيِ بِرَأْيِهِ؛ فَعَلَيْكَ أَمْرُ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَ؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرُ، فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضِ عَلَى الجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ»، قال: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: «أَجْرُ خَمْسِينَ مِنكُمْ».
وروي عن مسلم بن مشکم، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني، قال: قلت: يا رسول الله أخبرني ما يحل لي وما يحرم عليَّ؟ قال: فصعد النبي ﷺ وصوب؛ فقال: «الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنٌ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ المَفْتُونَ».
روي عن عروة بن رويم قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قدم رسول الله له من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين، وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين، ثم خرج فأتى فاطمة، فبدأ بها قبل بيوت أزواجه، فاستقبلته فاطمة وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكي؛ فقال لها رسول الله ﷺ: «مَا يُبكيك؟»، قالت: أراك قد شحب لونك، فقال لها: «يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ أَبَاكِ بِأَمْرٍ لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مُدَرٍ وَلَا شَعْرِ إِلَّا أَدْخَلَهُ بِهِ عِزًّا أَوْ ذُلَّا، يَبْلُغُ حَيْثُ بَلَغَ اللَّيْلُ».
روي عن أبي الزاهرية يقول: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما أراكم تخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة؛ فنادت أمها أين أبي؟ قالت في مصلاه فنادته فلم يجبها، فأيقظته فوجدته ساجدا، فحركته فوقع لجنبه ميتا.
روي عن الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما يخنقكم، قال: فبينما هو في صرحة داره إذ نادى: يا عبد الرحمن، وقد قتل عبد الرحمن مع رسول الله ﷺ، فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته فخر ساجدا، فمات وهو ساجد.
الرئيسة