التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: ذو العقل الرجيح، والعمل النجيح، الربيع بن صبيح، رضي الله تعالى عنه».
مناقبه ومروياته:
روي عن الحسن بن جهور ثنا إسماعيل بن يحيى القرشي، ثنا الربيع بن صبيح، قال: قلنا للحسن: يا أبا سعيد، عظنا؛ فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه، والشاب منكم هر ما يفنيه، والشيخ منكم موتا يرديه، أليس العواقب ما تسمعون؟ أليس غدًا تفارق الروح الجسد، المسلوب غدًا أهله وماله، الملفوف غدًا في كفنه المتروك غدًا في حفرته، المنسي غدًا من قلوب أحبته الذين كان سعيه وحزنه لهم ابن آدم نزل بك الموت فلا ترى قادمًا، ولا تجيء زائرا، ولا تكلم قريباً، ولا تعرف حبيباً، تنادي فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل، قد خربت الديار، وعطلت العشار وأيتمت الأولاد، قد شخص بصرك، وعلا نفسك، واصطكت أسنانك، وضعفت ركبتاك، وصار أولادك غرباء عند غيرك.
وروي عن روح بن أسلم قال: سمعت الربيع يقول : قال الحسن: لو علم ابن آدم أن له في الموت راحة وفرجًا لشق عليه أن يأتيه الموت لما يعلم من فظاعته وشدته وهوله؛ فكيف وهو لا يعلم ماله في الموت من نعيم دائم أو عذاب مقيم؟
وروي عن مبارك بن فضالة، قال: سمعت الربيع بن صبيح يقول: قلت للحسن: إن هاهنا قوما
يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا، فقال: لا يكبر ذلك عليك، فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت وأطمعتها في مجاورة الرحمن، فطمعت وأطمعتها في الناس، فلم أجد إلى ذلك سبيلا؛ لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، فعلمت السلامة من أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.
وروي عن أبي محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السرى، قالا: ثنا أبو أسامة عن الربيع بن صبيح، قال: وعظ الحسن يومًا فانتحب رجل ؛ فقال الحسن: أما والله ليسألنك الله: ماذا أردت بهذا ؟
وروي عن عبد الله ابن غالب - مولى الربيع - ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن قال: إن العز والغنى يجولان في طلب التوكل، فإذا ظفرا أوطنا، وأنشد:
يَجُولُ الغِنَى وَالعِزْ فِي كُلِّ مَوْطِنِ لِيَسْتَوْطِنَا قَلْبَ امْرِئٍ إِنْ تَوَكَّلَا
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ كَانَ مَوْلَاهُ حَسْبُهُ وَكَانَ لَهُ فِيمَا يُحَاوِلُ مَعْقَلَا
إِذَا رَضِيَتْ نَفْسِي بِمَقْدُوْرِ حَظْهَا تَعَالَتْ وَكَانَتْ أَفْضَلَ النَّاسِ مَنْزِلًا
وروي عن خلف بن الوليد، حدثني الرجل الصالح الربيع بن صبيح، وكان والله من خيار المسلمين.
وروي عن غسان ابن المفضل الغلابي، قال: سمعت من يذكر أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز، وكان معه صاحب له، فنظرت إليهما ،امرأة، فتعرضت لهما، فدعتهما إلى نفسها، فبكى الشيخ؛ فقال له صاحبه: ما يبكيك؟ قال: إنها لم تطمع في شيخين إلا ورأت شيوخا مثلهما.
أسند عن الحسن، ومحمد بن سيرين، ويزيد الرقاشي، وغيرهم.
وروي عن عنبسة ، ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس، قلنا له: أخبرنا بليلة القدر يا أبا حمزة، قال: كان رسول الله له إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعا وعشرين لم يذق غمضا.
وروي عن إبراهيم بن مردويه بن النبادبصري، حدثني أبي حدثني الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ رَمَى بِسَهُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَضَرَبَهُ وَأَصَابَهُ فَلَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةٌ فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ».
وروي عن إبراهيم بن مردويه حدثني أبي، ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس: أن رسول الله الا الله و موضوع عقبا في رمضان ورصف به وتر قوسه».
الرئيسة