التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى : ومنهم المفارق للبزة والرياش، والمهاجر للوطاء والفراش، العابد العبسي ربعي بن خراش».
مناقبه ومروياته:
روي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش، قال: كنا أربع إخوة، وكان الربيع أخونا أكثرنا صلاة، وأكثرنا صياما في الهواجر، وإنه توفي، فبينا نحو حوله وقد بعثنا من يبتاع لنا كفنا إذ كشف الثوب عن وجهه، فقال: السلام عليكم، فقال القوم: وعليكم السلام يا أخا بني عبس، أبعد الموت؟ قال: نعم، إني لقيت ربي عز وجل بعدكم، فلقيت ربا غير غضبان، واستقبلني بروح وريحان وإستبرق ألا وإن أبا القاسم ينتظر الصلاة عليَّ، فعجلوني ولا تؤخروني، ثم كان بمنزلة حصاة رمى بها في طست، فنمى الحديث إلى عائشة -رضي الله تعالى عنها فقالت: أما إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يَتَكَلَّمُ رَجَلٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ الْمَوْتِ». قال علي: وكان محمد بن عمر بن علي الأنصاري حدثنا به عن جعفر، ثم سمعناه من جعفر.
وروي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش، قال: مات أخ لي فسجيناه، فذهبت في التماس كفنه، فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: ألا إني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإنه كساني ثيابًا خضرا من سندس وإستبرق، وأن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ووعدني رسول الله ﷺ أن لا يذهب حتى أدركه، قال: فما شبهت خروج نفسه إلا كحصاة ألقيت في ماء فرسبت؛ فذكر ذلك لعائشة، فصدقت بذلك، وقالت: قد كنا نتحدث أن رجلا من هذه الأمة يتكلم بعد موته، قال: وكان أقومنا في الليلة الباردة، وأصومنا في اليوم الحار.
وروي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال: كنا أخوة ثلاثة، وكان أعبدنا، وأصومنا، وأفضلنا، الأوسط منا، فغبت عنه إلى السواد، ثم قدمت، فقالوا: أدرك أخاك فإنه في الموت؛ فذكر نحوه.
وروي عن وكيع بن الجراح ثنا سفيان قال ذكرت ربعيا، وتدرون من ربعي، كان ربعي من أشجع، زعم قومه أنه لم يكذب قط، فسعى به ساع إلى الحجاج بن يوسف، فقالوا: ها هنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط، وأنه سيكذب لك اليوم، فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا وهما في البيت فبعث إليه، فإذا شيخ منحن، فقال له: ما فعل ابناك؟ قال: هما هذان في البيت قال فحمله، وكساه، وأوصى به خيرا.
وروي عن منصور، قال: سمعت ربعي بن حراش يقول: سمعت عليا يخطب وهو يقول: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبُ عَلَى يَلِجُ النَّارَ».
وروي عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: المعرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ».
وروي عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة: أنه قدم من عند عمر، فقال: لما جلسنا إليه أمس سأل أصحاب محمد : أيكم سمع قول رسول الله ﷺ في الفتن؟ فقالوا: نحن فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله؟ قالوا: أجل، قال: لست ذلك أسأل، تلك يكفرها الصوم والصلاة والصدقة، ولكن أيكم سمع قول رسول الله ﷺ في الفتن التي تموج موج البحر، فأسكت القوم، فظننت أنه إياي يريد، قال: فقلت: أنا، قال: أنت الله أبوك؟ قلت: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبِ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نَكْتَةٌ بَيْضَاءَ، وَأَيُّ قَلْبِ أُشْرِبُهَا نُكِتَتْ فِيهِ نَكْتَةٌ سَوْدَاءُ حَتَّى نَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ، قَلْبٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًا كَالْكُونِ تحْمِيَّا»، وأمال كفه، وأرانا يزيد قال: هكذا ، وأمال كفه لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا ا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ». وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر كسرا، قال عمر: كسرا لا أبالك؟ قلت: نعم، قال: فلو أنه فتح لكان لعله أن يعاد فيغلق، قلت: بل كسرا، قال: وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط.. رواه أبو خالد الأحمر، وزهير، ومروان بن معاوية في آخرين عن أبي مالك، ورواه شعبة عن سليمان التيمي عن نعيم ابن أبي هند عن ربعي نحوه.
وروي عن سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَخِ يَسْتَأْنِسُ بِهِ، أَوْ دِرْهَمٍ حَلَالٍ، أَوْ سُنَّةٍ يُعْمَلُ بِهَا».
وروي عن روح بن عبادة، قال: ثنا شعبة، والثوري، قالا: ثنا منصور عن ربعي، قال: سمعت أبا مسعود عقبة بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ .
الرئيسة