التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: اللبيب الناصح، والخطيب الفاصح، كثر إشفاقه فكثر إنفاقه، أبو قلابة عبد الله ابن زيد الجرمي، وقيل: إن التصوف النصح في الإشفاق، والفسح في الأخلاق».
مناقبه ومروياته:
روي عن صالح بن رستم قال: قال أبو قلابة: «يا أيوب إذا أَحْدَثَ الله تعالى لك علما، فَأَحْدِثُ له عبادة، ولا يكن همك ما تُحدث به الناس».
وروي عن أيوب عن أبي قلابة قال: قيل للقمان: أي الناس أعلم؟ قال: الذي يزداد من علم الناس إلى علمه.
وروي عن أيوب عن أبي قلابة قال ما من أحد يريد خيرًا أو شرًا إلا وجد في قلبه آمرًا وزاجرًا؛ آمرًا يأمر بالخير، وزاجرًا ينهى عن الشر.
وروي عن أيوب عن كتاب أبي قلابة، قال: مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها، والأعلام التي يقتدى بها، فإذا تغيبت تحيروا، وإذا تركوها ضلوا.
وروي عن أيوب عن كتاب أبي قلابة، قال العلماء ثلاثة : فعالم عاش بعلمه وعاش الناس بعلمه، وعالم عاش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه و عالم لم يعش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه.
وروي عن أيوب عن كيسان عن أبي قلابة، قال: مثل الناس والإمام كمثل الفسطاط لا يقوم الفسطاط إلا بعمود ، ولا يقوم العمود إلا بالأوتاد، وكلما نزع وقد ازداد العمود وهنا.
وروي عن أيوب عن أبي قلابة، قال: أي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عياله صغارًا فيعفهم، وينفعهم الله تعالى ويغنيهم به.
وروي عن أيوب عن أبي قلابة قال: إن الله تعالى لما لعن إبليس سأله النظرة، فأنظره إلى يوم الدين؛ فقال: وعزتك. لا أخرج من جوف أو من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح، قال: وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح.
وروي عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في صلواته: اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب عليَّ ، وإذا أردت لعبادك فتنة أن توفاني غير مفتون.
وروي عن أبي رجاء - مولى أبي قلابة عن أبي قلابة، قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فذكروا القسامة، فحدثته عن أنس بقصة العرنيين؛ فقال عمر: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا، أو مثل هذا.
وروي عن أبي رجاء -مولى أبي قلابة - عن أبي قلابة أن عنبسة بن سعيد قال لأبي قلابة لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهركم.
وروي عن حماد بن زيد عن أيوب، قال: كان أبو قلابة والله من الفقهاء ذوي الألباب؛ فقال أيوب: قال مسلم بن يسار: لو كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان، قال عارم: يعني قاضي القضاة.
وروي عن عاصم الأحول عن أبي قلابة، قال: إذا كان الإنسان أعلم بنفسه من الناس، فذاك قمن أن ينجو ، وإذا كان الناس أعلم به من نفسه، فذاك قمن أن يهلك.
وروي عن أيوب، قال: كنت مع أبي قلابة في جنازة فسمعنا صوت قاص قد ارتفع صوته، وصوت أصحابه؛ فقال أبو قلابة : إن كانوا ليعظمون الموت بالسكينة.
وروي عن حميد الطويل عن أبي قلابة، قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذرًا؛ فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه.
وروي عن حماد بن زيد قال: أيوب عن أبي قلابة قال: قال الله تبارك وتعالى اثنتان يا ابن آدم أعطيتكهما لم تكن لك واحدة منهما: أما أنت بخلت بما ملكت حتى إذا أخذت بكظمك وصار لغيرك؛ جعلت لك فيه نصيبا - أو قال: فريضة أزكيك بها وأطهرك - وأما الأخرى؛ فصلاة عبادي عليك بعدما انقطع عملك، فلم يكن لك عمل.
وروي عن عن أيوب، قال: لما توفي عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء؛ فهرب حتى أتى الشام.
وروي عن حماد بن زيد عن أيوب، قال: وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم فرارا منه، وما أدركت بهذا المصر أعلم بالقضاء من أبي قلابة.
الرئيسة