التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم المنفر عن دار الغرور والكرب، والمبشر بما يعقب تحمل النفور والصعب، أبو حمزة محمد بن كعب القرظي.
مناقبه ومروياته:
روي عن يونس بن عبدة عن محمد بن كعب القرظي، قال: إذا أراد الله تعالى بعبد خيرًا جعل فيه ثلاث خلال فقه في الدين وزهادة في الدنيا، وبصرا بعيوبه.
وروي عن محمد بن نصر الحارثي، قال: كان محمد بن كعب يقول: الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وأسرعت من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها هي المعذبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول.
وروي عن داوود ابن قيس، قال: سمعت ابن كعب يقول : إن الأرض تبكي من رجل، وتبكي على رجل، تبكي لمن كان يعمل على ظهرها بطاعة الله تعالى، وتبكي ممن يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى قد أثقلها، ثم قرأ: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٩].
وروي عن عمرو بن دينار، قال: سألت محمد كعب القرظي عن هذه الآية ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ۷، ۸]، قال: من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له خير ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرى عقوبتها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له شر.
وروي عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدثني أبي عن جدي، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب يسأله أن سالما، وكان عابدا خيرًا؛ فقال : إني قد دبرته قال فأرينه، فأتاه سالم؛ فقال عمر: إني قد ابتليت بما ترى، وأنا والله أتخوف أن لا أنجو؛ فقال له سالم بن عبد الله: إن كنت كما تقول فهو نجاتك، وإلا فهو الأمر الذي تخاف، قال: يا سالم عظنا ، قال : آدم ﷺ عمل خطيئة واحدة خرج بها من الجنة، وأنتم تعملون الخطايا ترجون أن تدخلون بها الجنة، ثم سكت.
وروي عن أبي المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي أنه سئل: ما علامة الخذلان؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحًا.
وروي عن عبيد الله بن وهب قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: لئن أقرأ في ليلة حتى أصبح ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزلزلة: ١]، والقارعة، لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما وأتفكر، أحب إلي من أن أهدر القرآن هدرًا، أو قال: أنثره نثرا.
وروي عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي، قال: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا ، قال الله تعالى: ﴿وءايَتَكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمَزَا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا﴾ [آل عمران: ٤١]، ولو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله، قال الله تعالى:﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأنفال: ٤٥].
وروي عن أبي صخر عن محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى: ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾ [آل عمران: ۲۰۰]، قال: اصبروا على دينكم، وصابروا لوعدي الذي وعدتكم، ورابطوا عدوي، ﴿وَاتَّقُوا الله﴾ فيما بينكم ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ٢٠٠] إذا لقيتموني.
وروي عن أبي معشر عن محمد ابن كعب في قوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَن رَّمَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف: ٤٠]، قال: علم ما أحل في القرآن مما حرم.
وروي عن محمد بن رفاعة عن محمد بن كعب القرظي ﴿إِذْ يَغْشَى السَدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: ١٦]، قال: فراش من ذهب يغشاها.
وروي عن أبي معشر عن محمد بن كعب في قوله تعالى: ﴿مِنْهَا قَائمٌ وَحَصِيدٌ﴾ [هود: ۱۰۰]، قال: القائم ما كان من نباتهم قائما، والحصيد ما قد حصد.
وروي عن أبي مودود، قال: سمعت محمد بن كعب يقول: رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت فإذا كتاب في حائط البيت ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٣٢].
وروي عن أبي معشر عن محمد بن كعب في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥]
قال: غرموا ما نعموا في الدنيا.
الرئيسة