التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المتعبد الشكير، مطرف بن عبد الله بن الشخير، كان لنفسه مُذلَّا، ولذكر الله عزو جل مُجلَّا. وقد قيل: إن التصوف إدمان الإذلال والإعمال، وإيثار الإقلال والإجمال».
مناقبه ومروياته:
روي عن ثابت البناني، قال: قال مطرف بن عبد الله لابن أبي مسلم: ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت على نفسي.
وروي عن ثابت قال: قال مطرف: إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة ﴿وَكَانُوا قَلِيلًا مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: ١٧]، ﴿يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِينَما﴾ [الفرقان: ٦٤]، ﴿أمن هُوَ قَنتُ ءَانَاءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائمَا﴾ [الزمر: 9]، فلا أراني فيهم فأعرض نفسي على هذه الآية: ﴿ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر : ٤٢]؛ فأرى القوم مكذبين، وأمرُّ بهذه الآية: ﴿وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوهِمْ خلَطُوا عَمَلاً صَلِحًا وَءاخَرَ سَيْئا﴾ [التوبة: ۱۰۲]، فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا أخوتاه منهم.
وروي عن غيلان بن جرير عن مطرف قال: لو سألنا الله أن يميتنا من خشيته كنا أحق بذلك، ولقد علمت أن ربي تعالى ليرضى منا بدون ذلك.
وروي عن غيلان بن میمون قال: سمعت مطرفًا يقول: لو أتاني آت من ربي تعالى فخيرني أفي الجنة أو في النار أو أصير ترابا؟ اخترت أن أصير ترابًا.
وروي عن ثابت أن مطرف بن عبد الله، قال: لو كان لي نفسان؛ لقدمت أحدهما قبل الأخرى، فإن هجمت على خير أتبعتها الأخرى وإلا أمسكتها، ولكن إنما لي نفس واحدة، ما أدري على ما تهجم خير أو شر.
وروي عن غيلان بن جرير، قال: قال مطرف صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصحة النية.
وروي زهير الباني يقول: مات ابن المطرف بن عبد الله بن الشخير، فخرج على الحي قد رجل جمته ولبس حلته فقيل له ما نرضى منك بهذا، وقد مات ابنك، فقال: أتأمروني أن أستكين للمصيبة، فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله مني، ووعدني عليها شربة ماء غدًا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا؛ فكيف بالصلوات والهدى والرحمة.
وروي عن حماد بن سلمة عن ثابت: أن مطرفًا، قال: لو كانت الدنيا لي فأخذها الله مني بشربة ماء ليسقيني بها يوم القيامة، كان قد أعطاني بها ثمنًا.
وروي عن سعيد عن قتادة قال: كان مطرف بن عبد الله يقول: إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور الذي إذا ابتلي صبر، وإذا أُعطي شكر.
وروي عن أبي سليمان الداراني يقول: لبس مطرف بن عبد الله الصوف، وجلس مع المساكين؛ فقيل له في ذلك؛ فقال: إن أبي كان جبارًا فأحب أن أتواضع لربي عز وجل، ولعله يخفف عن أبي تجبره.
وروي عن حميد بن هلال قال: كان مطرف بن عبد الله يقول: نظرت ما خير لا شر فيه ولا آفة ولكل شيء آفة فما وجدته إلا أن يعافي عبد فيشكر.
وروي عن أبي عوانة عن قتادة، قال: قال مطرف بن عبد الله: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر.
وروي عن أبي الأشهب عن رجل قال: قال مطرف: لأن أبيت نائما، وأصبح نادما ، أحب إلي من أن أبيت قائما، وأصبح معجبا.
الرئيسة