و هو: عبد الرحمن بن عطية؛ و يقال: عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي المذحجي، أبو سليمان ؛ و هو من أهل " داريا " (بغوطة دمشق) رحل إلى بغداد، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى الشام، وتوفي في بلده.
و هو عنسي؛ أخبرني بذلك أبو جعفر، محمد بن أحمد بن سعيد، الرازي، قال: سمعت العباس بن حمزة، يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري، يقول: سمعت أبا سليمان، عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي، من أهل " داريا " قرية من قرى الشام.
مات أبو سليمان سنة خمس عشرة و مائتين.
و أسند الحديث.
1 - أخبرنا عبد الرحمن بن علي البزاز الحافظ، ببغداد، قال: حدثنا محمد ابن عمر بن الفضل، قال: حدثنا علي بن عيسى، قال: حدثنا أحمد ابن أبي الحواري؛ حدثنا أبو سليمان الداراني؛ حدثنا علي بن الحسن بن أبي الربيع الزاهد؛ عن ابرهيم بن أدهم؛ عن محمد بن عجلان؛ يذكر عن أبيه؛ عن أبي هريرة، قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من تواضع لله رفعه).
2 - أخبرنا أبو جعفر، محمد بن أحمد بن سعيد، الرازي، قال: سمعت العباس بن حمزة، قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الداراني، يقول: " إذا غلب الرجاء على الخوف فسد الوقت " .
3 - و به قال أبو سليمان: " ليت قلبي في القلوب كثوبي في الثياب! " ، و كانت ثيابه وسطا.
4 - و به قال أبو سليمان: " من صارع الدنيا صرعته " .
5 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الرازي، قال: أخبرنا اسحق بن ابراهيم بن أبي حسان الأنماطي، قال: سمعت أحمد ابن أبي الحواري، قال. سمعت أبا سليمان الداراني، يقول: " من أحسن في نهاره، كوفيء في ليله. و من أحسن في ليله، كوفيء في نهاره. و من صدق في ترك شهوة، ذهب الله بها من قلبه. و الله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له " .
6 - حدثنا عبد الله، قال: حدثنا اسحق، قال: حدثنا أحمد، قال: سمعت أبا سليمان يقول: " خير السخاء ما وافق الحاجة " .
7 - و به قال أبو سليمان: " إذا سكنت الدنيا في قلب ترحلت منه الآخرة " .
8 - و به قال، سمعت أبا سليمان، يقول: " الوارد الصادق، أن يصدق ما في قلبه ما نطق به لسانه " .
9 - و به قال: سمعت أبا سليمان يقول: " من صدق كوفيء و من أحسن عوفي " .
10 - سمعت الحسين بن يحيى، يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير، يقول سمعت الجنيد، يقول: قال أبو سليمان الدارني: " ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما، فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب، و السنة. " * * *
11 - سمعت محمد بن الحسن البغدادي، يقول: يمعت جعفرا الخلدي، يقول: سمعت المعمري، يقول: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثنا أبو سليمان، يقول: " كل عمل ليس له ثواب في الدنيا ليس له جزاء في الآخرة. "
12 - حدثنا عبد الله بن الحسين الصوفي؛ حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سهل بن علي حدثنا أبو عمران الجصاص، قال: سمعت أبا سليمان يقول: " إذا جاع القلب و عطش، صفا و رق؛ و إذا شبع و روي، عمي. "
13 - سمعت أبا الفرج الورثاني، يقول: سمعت أبا الطيب العكي، يقول: قال أحمد بن الحواري؛ قلت لأبي سليمان: " صليت صلاة في خلوة، فوجدت لها لذة! " . فقال: " أي شيء لذك منها؟ " قلت: " حيث لم يرني أحد! " . فقال: " إنك لضعيف، حيث خطر بقلبك ذكر الخلق " .
14 - و بإسناده، قال أحمد: " سألت أبا سليمان، فقلت له: إذا خرجت الشهوات من القلب، أي اسم يقع عليه؟زاهد؟ورع؟ماذا؟ " . قال: " إذا سلا عن الشهوات فهو راض " .
5 - أخبرنا علي بن أبي 'ثمر البلخي، قال: حدثنا محمد بن علي بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله القطان؛ حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: قال أبو سليمان: " اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به، بمنزلة ما لم يخطر ببالك، و لم تطلبه " .
16 - حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا؛ حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب؛ حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس؛ حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول: " العيال يضعفون يقين صاحب اليقين. لأنه إذا كان وحده ، فجاع، فرح؛ و إذا كان له عيال، فجاعوا طلب لهم. و إذا جاء الطلب فقد ضعف اليقين " .
17 - و به قال أبو سليمان: " أبلغ الأشياء فيما بين الله و بين العبد المحاسبة " .
18 - سمعت أحمد بن علي بن جعفر، يقول: قال أبو سليمان: " آخر أقدام الزاهدين أول أقدام المتوكلين " .
19 - و به قال أبو سليمان: " من لطائف المعاريض قوله تعالى: " ألا لله الدين الخالص " ؛ تهديد بلطف " .
20 - و به قال أبو سليمان: " لكل شيء مهر، و مهر الجنة ترك الدنيا بما فيها " .
21 - و به قال أبو سليمان: " لكل شيء حلية، و حلية الصدق الخشوع " .
22 - و به قال أبو سليمان: " إذا ترك الحكيم الدنيا، فقد استنار بنور الحكمة " .
23 - و به قال أبو سليمان: " لكل شيء معدن، و معدن الصدق قلوب الزاهدين " .
24 - و به قال أبو سليمان " لكل شيء علم، و علم الخذلان ترك البكاء " .
25 - و به قال أبو سليمان: " من توسل إلى الله بتلف نفسه، حفظ الله عليه نفسه، و حكمه في جنته " .
26 - و به قال أبو سليمان: " أفضل الأعمال خلاف هوى النفس " .
27 - و به قال أبو سليمان: " من أراد واعظا بيننا، فلينظر إلى اختلاف الليل و النهار " .
28 - و به قال أبو سليمان: " علموا النفوس الرضى بمجاري المقدور، فنعم الوسيلة إلى درجات المعرفة " .
29 - و به قال أبو سليمان: " إذا سكن الخوف القلب أحرق الشهوات، و طرد الغفلة من القلب " .
30 - و به قال أبو سليمان: " لكل شيء صدأ، و صدأ نور القلب شبع البطن " .
31 - و به قال أبو سليمان: " من أظهر الانقطاع إلى الله، فقد وجب عليه خلع ما دونه من رقبته " .
32 - و به قال أبو سليمان: من كان الصدق وسيلته، كان الرضا من الله جائزته " .
33 - و به قال أبو سليمان: " لكل شيء صدق، و صدق اليقين الخوف من الله تعالى " .
34 - و به قال أبو سليمان: " لو أن محزونا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة " .
راجع : [طبقات الصوفية]