وروىعنه: محمد بن السماك، ووكيع وزيد بن الحباب، وأبو سليمان الداراني، ومسلم بن إبراهيم وآخرون .
قال ابن أبي الحواري: قال لي أبو سليمان: اصاب عبد الواحد الفالج، فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء، فكان إذا أراد الوضوء انطلق، وإذا رجع إلى سريره فلج.
وعن حصين الوزان قال: لو قسم بث عبد الواحد على أهل البصرة لوسعهم.
وكان يقوم إلى محرابه كأنه رجل مُخاطََب .
وعن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: صلى عبد الواحد بن زيد الصبح بوضوء العتمة أربعين سنة.
وقال السري بن حسان قال عبد الواحد بن زيد : الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين .
وقال أبو سليمان : ذُكر لي عن عبد الواحد بن زيد قال : نمت عن وِردي ليلة فإذا أنا بجارية لم أر أحسن وجها منها عليها ثياب حرير خضر وفي رجلها نعلان تقدس بأطراف أزمتها ، فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان ، وهي تقول يا ابن زيد جُد في طلبي فإني في طلبك ثم جعلت تقول برخيم صوتها
من يشتريني ومن يكن سكني ... يأمن في ربحه من الغبن
فقلت : جارية ما ثمنك ؟ فأنشأت تقول :
تودد الله مع محبته ... وطول شكر يشاب بالحزن
فقلت : لمن أنت يا جارية ؟ فقالت :
لمالك لا يرد لي ثمنا ... من خاطب قد أتاه بالثمن
فانتبه وآلى على نفسه أن لا ينام بالليل .
قال : بكر بن معاذ سمعت عبد الواحد بن زيد يقول : يا أخوتاه ألا تبكون خوفا من النيران! ألا وإنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله تعالى منها ، يا أخوتاه ألا تبكون خوفا من شدة العطش يوم القيامة ! يا أخوتاه ألا تبكون!! بلى فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير القدماء والأصحاب من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، قال: ثم جعل يبكي حتى غشى عليه .
قال عبد الواحد بن زيد : تهيأنا ذات يوم للخروج إلىٰ الغزو، وقد أمرت أصحابي أن يتهيأوا لقراءة آيتين، فقرأ رجل في مجلسنا: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ [التوبة:111]. وقد امتاز عبد الواحد بن زيد، بوعظه المؤثر، حتىٰ كان يغشىٰ علىٰ كثير من سامعيه.
مات بعد الخمسين ومئة.
ـــــــــــــ
* انظر ترجمته في :التاريخ الكبير للبخاري( 6 / 62) حلية الأولياء( 6 / 155 ) ، تاريخ الإسلام( 6 / 243) سير أعلام النبلاء (7/178) ،الثقات لابن حبان (7/124) صفة الصفوة (3/321) ، الطبقات الكبرى للشعراني (1/46) ،طبقات الصوفية للمناوي(1/360) روض الرياحين ص36، العبر (1/270) ،شذرات الذهب (1/287)